فأخذها قائلا: قصة أخرى؟ أهنئك يا أستاذ سيد ببراعة أسلوبك، ولا تظن أني أقلل من شأنك عندما أطلب منك أن تراجع البروفات، هذه طريقتي عندما يدخل إلى الأسرة عضو جديد، أحب أن يتعرف هذا العضو الجديد إلى كل الأعضاء الآخرين وأحسن وسيلة لمعرفتهم هي قراءة أفكارهم في دقة واهتمام، ستعرف أفراد هذه الأسرة من ناحيتها الهامة وهي أقلامها.
فقلت مسرورا: هذه نظرة صائبة وأنا سعيد بأن أعمل معك .
ووقفت لأنصرف فمد إلي يده مصافحا، ولكنه وقف لي في هذه المرة قائلا: إلى اللقاء غدا في الصباح.
وخرجت من عنده وأنا أسأل نفسي أي صنف من الناس هو، ومع كل ما ظهر لي من بشاشته وأدبه خرجت من عنده وأنا أحس أنه أعمق غورا مما يبدو.
وذهبت إلى دكان الشيخ مصطفى فوجدته جالسا على الدكة عند مدخل الدكان وفي يده رغيف محشو بجبن يقضم منه، فلاقاني كما لو كنا أصدقاء منذ سنوات وقال لي: مرحبا.
وفسح لي مكانا إلى جنبه وأخذ يسألني عما جئت من أجله، ولما علم أني كنت مع الأستاذ علي مختار قال في حماسه: علي بيه؟
فقلت: أتعرفه؟
فأجاب ضاحكا! أراه كل يوم ولكني لا أعرفه.
وكنت لم أطعم شيئا منذ الصباح فقلت: أتسمح لي بشيء من الطعام؟
فمسح فمه بيده قائلا: رغيف وجبنة وحلاوة وسردين وكل ما تريد.
صفحه نامشخص