البيان" (١).
والمضمون الإنساني للأمثال والحكم يتصل بالطبائع البشرية، من الخير والشر، والسعادة والشقاء، والفضيلة والرذيلة، وهي أمور تعرفها شعوب الأرض جميعًا في كل وقت وقد حث علماء التربية طلبة العلم على حفظ الأمثال والحكم لأنها الأنغام اللغوية الصغيرة للشعوب ينعكس فيها "الشعور" و"التفكير" وعادات الأفراد وتقاليدهم على العموم (٢).
وقال أبو عبيد القاسم: "إن الأمثال هي حكمة العرب في الجاهلية والإسلام وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق بكناية غير تصريح، فيجتمع لها بذلك ثلاث خلال: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه" (٣).
وقال السيوطي: "المثل: ما تراضاه العامة والخاصة في لفظه، حتى ابتذلوه فيما بينهم، وفاهوا به في السراء والضراء، واستدروا به الممتنع من الدر، ووصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به عن الكرب والمكربة، وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو
_________
(١) البرهان في علوم القرآن ١: ٤٨٦، ٤٨٧، ومعترك الأقران للسيوطي ١: ٤٦٨، وإتقان علوم القرآن ٢: ١٣١.
(٢) الأمثال العربية القديمة ١٣، ٤٦.
(٣) الأمثال تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش ٣٤، وأوضح الماوردي الشروط اللازمة الأمثال وحددها بأربعة. "أحدها: صحة التشبيه، والثاني: أن يكون العلم بها سابقًا، والكل عليها موافقًا، والثالث: أن يسرع وصولها للفهم، ويعجل تصورها لتكون في الوهم من غير ارتياء في استخراجها، وكدر في استنباطها. والرابع: أن تناسب حال السابع لتكون أبلغ أثرًا، وأحسن موقعًا، فإذا اجتمعت في الأمثال المضروبة هذه الشروط الأربعة، كانت زينة الكلام، وجلاء للمعاني، وتدبرًا للأفهام". أدب الدنيا والدين ٢٧٦.
1 / 21