وقل من جد في أمر يؤمله
واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
الفصل الخامس
الضيق
قال بيليوس: الدهر لا يكتفي ببلية واحدة. لا يدوم سرور لا تنوع فيه. الخوف من الموت أشر من الموت. الحكيم من استفاد من مصائب غيره.
وقال مركوس أوريليوس: لا يصاب أحد بما لم تعده الطبيعة لاحتماله. لا تقنط ولا تيأس إذا عملت أعمالك باستقامة وحسن نية ولم تقرن بالنجاح دائما. حوادث الدهر تتوالى مثل ورد الربيع وثمر الخريف. كل ما يحدث فحدوثه واجب. ما أتاك من ضيق فمن العدل؛ لأنك اخترت الصلاح غدا لا اليوم. مهما أصابك فهو مكتوب لك من الأزل. متى شعرت بالهم والغم لأمر أصابك، فقد نسيت أن كل ما يحدث إنما يحدث تبعا لنواميس الكون، ونسيت أنه إذا أضرك أحد فليس ذلك من شأنك، ونسيت أن كل ما يجري قد جرى كذلك دائما، وسيجري كذلك وهو جار الآن في كل مكان.
وقال الإمام علي: الدنيا جمة المصائب، مرة المشارب، لا تمتع صاحبا بصاحب. الدنيا طواحة طراحة فضاحة أسية جراحة. أصابت الدنيا من أمنها، وأصاب الدنيا من حذرها.
وقال شيشرون: العاقل لا يضيق به الأمر إلا وهو في سعة.
وقال ترنتيوس: يليق بالعاقل أن يلجأ إلى كل شيء قبل ما يلجأ إلى السلاح. على الناس إذا صلحت حالهم أن يفكروا في كيف يقابلون المصائب.
وقال يوربيدس: مهما اشتدت الرزايا لم تخل من أبواب الفرج. خير ما يلاقيه الرجل زوجة ترثي لبلواه. نسيان المصائب ربح أكيد.
صفحه نامشخص