وقال خالد وهو يرجز بهم «١»:
إن لنا بآل عثم علما ... أستاه آم يعترين لحما
أفواه أفراس أكلن هشما ... إذا لقيت انفحيا وخما «٢»
منهم طويلا في السماء ضخما ... لا يحتر النازل إلا لطما «٣»
تركتهم خير قويس سهما القويس: القوس الرديئة، والحتر:
العطية، أي لما هجوت رؤساءهم صاروا أذلة فكيف بغيرهم، فذهب قوله خير قويس سهما «٤» مثلا.
قال أبو عبد الله: يريد تركت من هجوته خير قومه وهو ذليل فإذا كان ذليلا وهو خير قومه فأي شيء حال قومه؟
وقال [خالد] وهو يرجز بالمنذر بن فدكي أخي بني عثم وكان سيّدهم يومئذ عند النعمان «٥»:
فإن عين المنذر بن فدكي ... عينا فتاة نقطت أمس هدي «٦»
فرجز به شاعر بني عثم، فعقر به خالد بن معاوية، ومع خالد أخ له، فاستعدوا عليهما النعمان، فقال حالد: أبيت اللعن، أنا أركب وأخي ناقة، ثم نتعرض لهم كما تعرضوا لنا، فإن استطاعوا بنا، فأعجب ذلك النعمان وقال: قد أعطاكم بحقكم، قالوا: قد رضينا، قال النعمان: أما والله لتجدنّه ألوى بعيد المستمر «٧» فأرسلها مثلا.
الألوى: المانع لما عنده، والمستمر:
استمرار عقله وحزمه.
فاكتفل خالد وأخوه ناقتهما بكفل وتأخر أحدهما على العجز وجعل وجهه من قبل الذنب، وتقدم أحدهما إلى الكتف، فجعل كلّ واحد يذبّ بسيفه مما يليه فلم يخلصوا إلى أن يعقروا بهما فأتى النعمان فقال:
أبيت اللعن قد أعطيناهم بحقهم فعجزوا عنه فنظر النعمان إلى جلسائه فقال: أترون قومه كانوا يتبعونه بأبلخ جهول «٨»، فأرسلها مثلا.
1 / 35