وجدت طرقاتها تموج بالفقهاء يعرفهم الناظر بزيهم، فذكرت عندئذ شهرة هذا البلد بالفتنة والتشغيب وجرأة أهله على أمرائهم وحكامهم، وأشفقت منه على أخي الظافر، وإن كنت واثقة بحزمه وعزمه.
القاضي :
ومن أنبأك أيتها الأميرة أن الفتنة والشغب يجيئان من ناحية الفقهاء؟
الأميرة :
لم يبق سرا يا سيدي القاضي أن الفقهاء يعلقون سعادة الأندلس وخلاصه بإلقائه في أحضان جيرانه سلاطين المغرب.
القاضي :
وأنت يا بنت ملوك المسلمين، أما تجدين ما يطلبه الفقهاء في قرطبة أجدى على الأندلس من بقائه على الحال التي هو فيها مشرفا على التلف والضياع؟
الأميرة :
لا يا سيدي القاضي، ليس في الحق أن يغتصب جماعة من المسلمين أوطان جماعة غيرهم من المسلمين، فإن الوطن هو كالبيت في قداسته، وكالضيعة في حرمتها.
الملك (متدخلا في الحديث) :
صفحه نامشخص