تخلصت من سوء تحيينها
ألا تراها كيف بعد الردى
وفقها الله لتزيينها
قال المأمون: أحسنت يا بن مسعدة، وبارك الله لك.
الفشل
فشل إبراهيم بن المهدي وفر من بغداد بعد هزيمته أمام جيش المأمون بقيادة حميد بن عبد الحميد، وقد ضيق عليه حميد منافذ السبل وبعث وراءه الجنود في كل مكان، وبث دينار بن عبد الله العيون في الصحاري والبلدان. فلم يستطع أن يبرح العراق إلى بلد آخر، فاختفى بالمدائن
5
في ألوان وطرق شتى من الاختفاء. وذات يوم ضاقت به الحال، وكان يوما صائفا شديد القيظ، فسار متنكرا إلى زقاق لا منفذ فيه فصادف رجلا أسود واقفا على باب دار له، فالتفت إليه وهو خائف يترقب وقال: أعندك موضع أقيم فيه ساعة؟
فنظر الأسود إليه نظرة فاحصة، وقال: نعم، وعلى الرحب والسعة.
وفتح الباب ووسع له، فدخل إبراهيم إلى بيت فيه حصير نظيف ووسادة وحشية جلد نظيفتان، فجلس عليها ولكن الأسود لم يجلس.
صفحه نامشخص