ملك :
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت
ولم تخف سوء ما يجري به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
ما كان ذنبنا أيها الوزير، مع الملك أزدشير، حتى أرسل لنا وزيره وردشان، الذي لا يقاومه إنسان؟ ألحقه منا في حياته أقل ضرر، أو أظهرنا عليه أدنى بطر أو أشر؟ ومن يطيق منا هذا الشجاع، ويقدم على مقاومته عند الدفاع؟
وزير :
أنا قد فهمت أيها السلطان، أنه ما خصنا وحدنا بالحرب والطعان، بل وجه وزيره وأجناده بالكلية؛ ليسيروا لنار الحرب في عمود البلاد الهندية، وأنا أتأكد أن جميع ملوك الهند أهل الهمم، يقومون لفداء وطنهم على ساق وقدم، ومن أين للملك أزدشير أن يقاوم بلاد الهند، أو يستطيع أن يصد ملكا منهم أو يرد؟ فكن في راحة من هذا الضرر، فلا يلحقنا منه أدنى شر، ولا بد بعون القريب المجيب، أن نحصل على النصر القريب، ونرده على أعقابه مكسور؛ لأنه متعد، والمتعدي مقهور.
ملك :
وأنا أقول: إنه لا يقدر على صد جميع الملوك الهندية، ولو حاز ما حازه إسكندر المقدوني من السطوة والجبروتية، ولا أظنه يقصد أحدا من ملوك الهند، ولا يبذل في محاربة أحد منهم أدنى جهد، وما قصده إلا بلادي فقط، وأنا لا أقدر على مقاومته قط، فبم نكفي أذاه، ونحصل على رضاه؟
صفحه نامشخص