يا سيدي ويا ابن دلال
يا رمح انشكل بالمال
قال السيف خبوني
لغير سيدي لا تعطوني
أين الكان ينقلني
ويرخي بنودي عالشروال
وكلما أقبل فريق من قبائل العرب وقف في أول الميدان هنيهة، ونادى بصوت جهوري معددا مناقب الميت، ثم تناول النعش من حامليه وطاف به حول القبة على ما تقدم، واستمر على ذلك إلى أن يصل فريق آخر ويتناول النعش منه ودام الحال على هذا المنوال إلى أن تكبدت الشمس السماء.
وكان رؤساء القبائل جلوسا مع ولدي الأمير في مضرب كبير تجاه قبة النعش، يدخنون التبغ ويشربون القهوة، فلما بلغت الشمس الهاجرة جاء الخدم وأخبروا الأمير عمر أن الأسمطة مدت للطعام في مضارب الرجال، وجاءت الجواري فأخبرن أمه بمدها في مضارب النساء، فنهض الأمير ودعا رؤساء القبائل وسار أمامهم، فجلس نحو مائتي نفس من الرؤساء دفعة واحدة، ولما شبعوا جلس مائتان غيرهم وهلم جرا، إلى أن بلغ عدد الآكلين أكثر من ألفي نفس. وأكل النساء في مضربهن، أما الأميرة هند والأميرة سلمى، فأكلتا مع أم الأمير عمر في مكان منفرد ومن طعام خاص ولم يكدن يذقن طعاما.
حمل النعش بعيد العصر وسير به إلى مدفن عائلة الأمير عمر في سفح ذلك الجبل ودفن فيه، ونحرت على القبر النياق، وألقيت عليه الحجارة الكبيرة وودعت الجماهير الأمير عمر وابني الفقيد، وعادت إلى أحيائها وصعد هو مع رجاله إلى مضاربه مضيع الرشد لا يعلم ماذا يفعل.
ودام المأتم ثلاثة أيام، والعرب يفدون أفواجا أفواجا كل يوم يعزون ولدي الأمير، لكنهم يقتصرون على المجيء نهارا ولا يبقون إلى الليل، ولما انقضت الثلاثة الأيام وثلاثة بعدها، جلست الأميرة هند وابنتها وابناها واستدعت صبي
صفحه نامشخص