فلما سمع الشيخ حمدان ذلك أغمد سيفه، وصلى قربينته، وأغار على الأمير عبد الله وهو يقول في نفسه: كسرنا القوم وقتلنا عميدهم. حتى إذا دنا من الأمير قال له: خذها ولا تقل إني غدرتك وأطلق القربينة عليه، وكان الأمير عبد الله قد تنحى من وجهه، فلم يصبه شيء من حواشها، ثم ارتد إليه والسيف في يده وأطبق عليه وكاد يوقع به، ولكن رآه أربعة من أتباعه وهجموا عليه ببالاتهم فارتد عنه وهو يقول له: إن كنت راعي كحيلان فابرز إلي وحدك فارسا لفارس.
وكان بعض الدروز قد داروا من وراء النصارى، وأضرموا النار في بيوت الوادي وبعبدا وسبنيه، والتفت النصارى فرأوا الدخان يتصاعد من بيوتهم، فأيقنوا أن الجنود المعسكرة في الحازمية لن تدفع عنهم مكروها خلافا لمواعيد الوالي إن لم تكن ممالئة لعدوهم عليهم، فارتدوا إلى بعض الدور وتحصنوا فيها.
والتفت ميخائيل إلى منصور، وقال له: لقد دخل الأمير داره وتحصن فيها، ويظهر لي أننا لا نستطيع أن نصبر أكثر من ساعة، وربما تتعذر علينا النجاة بعد ذلك، فما لنا ولقلة العقل.
منصور :
أيليق بنا أن نترك الأمير وحده في هذه الساعة؟! لا، أنا لا أذهب من هنا إلا رجلي ورجله.
ميخائيل :
هو فارس وأنت راجل، فإذا حميت الحديدة تركك وهرب.
منصور :
هو وشأنه، أما أنا فقد حلفت لأمه أني لا أتركه.
ميخائيل :
صفحه نامشخص