امیر عمر طوسون: زندگی، آثار و کارهای او

قلینی فهمی d. 1373 AH
52

امیر عمر طوسون: زندگی، آثار و کارهای او

الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

ژانرها

فقلت له: أنا متهم بذات التهمة الموجهة لسموه، فلا داعي لانفرادي بنفسي بعيدا عن إنسان أحبه يسليني ويسري عني، فما يجري عليه يجري علي والأمر لله!

وعلى ذلك سارت بنا السيارة مسرعة إلى الفندق الذي كان به سمو الأمير، وفي الصباح دهش سموه كثيرا لما رآني؛ فقصصت لسموه ما جرى، فتكدر جدا. أما أنا فقد عدت فكررت الشكوى حتى أنفقت على البرقيات التي أرسلتها لهذا الغرض كل ما كان معي. وبعد مضي مدة كنا محاطين فيها بالجواسيس أينما ذهبنا، صدرت أوامر جديدة بالسماح لي بالعودة إلى مصر، وعندما وصلت إلى أرض الوطن، أراد الأمير حسين - السلطان حسين فيما بعد - مقابلتي ليستعلم عن حالة البرنس عمر؛ فترددت - بل رفضت المقابلة - خوفا من أن ينالني ضرر جديد خلاف الضرر الذي مسني بسبب الأمير. وبعد أن اطمأننت تشرفت بمقابلة عظمته، فعاتبني على التأخير، فعرضت عليه السبب. وأخيرا قال لي: ماذا ترى في حل مشكلة الأمير عمر؟

فقلت: إن سموه يعلق كل آماله على همتك ويعتبرك كبير العائلة، ويترك لك الأمر للعمل على نجاته من هذه الورطة.

فقال لي: إني فعلت كل ما أستطيع، ولكن لم تزل بعض العقبات أمامي.

فقلت له: هل استعنت باللورد كتشنر؟ فأنا أعرف أنه ذو همة عالية، ومروءة كبرى، ولو طلبت إليه المعاونة لأجاب طلبك!

فقال: هذا آخر سهم عندي، فأخشى أن أستعمله الآن فيخيب أو يطيش! ولذلك فإني سأبقيه للفرصة المناسبة. وتحدثنا أخيرا في أحوال أخرى، واستأذنته وانصرفت.

وظل الأمير يجاهد، وساعده على ذلك توليته على العرش المصري، وحينذاك أمكنه إنقاذ سمو الأمير عمر من موقفه الحرج الذي كان فيه، وقدم لمصر معززا مكرما.

وهذه حسنة من حسنات المغفور له السلطان حسين، وكان سموه بعد عودته كلما رآني يبتسم ويقول لي: «أهلا بزميلي!» •••

رحم الله الأمير الجليل عمر طوسون! إن وادي النيل ليبكي في فقده زعيما وطنيا عظيما، نافح عن حقوقه، ودافع عن حياضه ؛ كما يبكي فيه الشرق مصلحا اجتماعيا كريما، خالد الأثر، بعد أن انطبعت على صفحات الصدور هباته وأعماله، ورسخت في سراديب العقول صفاته وفعاله، وصدق شوقي:

فالناس صنفان: موتى في حياتهم

صفحه نامشخص