امیر عمر طوسون: زندگی، آثار و کارهای او
الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله
ژانرها
ولئن كان جلالة الملك فاروق هو الديمقراطي الأول في أمته الشاكرة؛ فيؤاكل مئات الطلاب ومئات العمال على موائده الملكية، ويواسي ألوف الفقراء وألوف المرضى أينما عدت على شعبه عوادي الفقر والمرض، ويتفقد بذاته السامية زراعة الزراع وصناعة الصناع وجهد صاحب الجهد المبذول؛ فلقد كان الأمير عمر طوسون هو الديمقراطي الثاني بين أعضاء البيت العلوي الكريم؛ بيت الفاروق.
كان أخي حسن يتفقد منذ بضع سنين عمل عمال يحيون لنا أرضا مواتا في إقليم البحيرة، وبينما المحاريث تشق الأرض، والزارعون يبذرون الحب، والسماء باسمة بشمس مصر المباركة؛ إذ رتل من السيارات يدنو من الحقل ثم يقف، ويترجل الركب ويقبل نحو أخي فيخف إلى لقائه، فإذا الأمير الجليل ومن ورائه بطانته، وإذا آيات من التشجيع ونفحات من العطف يبديها الأمير على أخوين اشتغلا بالصحافة الشريفة في جد، فلما شاء القدر أن يهجراها إلى الزراعة أقبلا على الزراعة الشريفة في جد كذلك.
ذلك مثل ضربناه للروح الديمقراطية والعواطف الأبوية التي كان يجدها المصريون من الأمير المحبوب.»
وذلك لعمري خير مثل يضرب للروح العالية التي امتاز بها الفقيد العظيم.
الأمير السكندري!
وكان للأمير عمر في الإسكندرية مكانة خاصة ممتازة. فأهل الإسكندرية يعتبرونه واحدا منهم، ويكادون يقرنونه بما لمدينتهم «عروس البحر الأبيض» من طابع خاص بها. وفي ذلك يقول الأستاذ منصور جاب الله: «إن الأمير عمر كان ذا مظهر مألوف لدى السكندريين؛ إذ يترجل من عربته التي يجرها جوادان مطهمان، ويسير بمحاذاة ترعة المحمودية، آمادا طويلة؛ فيحييه السابلة على طول الطريق برفع أيديهم إلى جباههم، ويجيب على تحيتهم باسما مسرورا، وقد يستوقف بعضا منهم، ويسألهم عن حالهم، أو يعرض عليهم العمل في مزارعه إذا شام فيهم الجد والرغبة.
وكان السكندريون يتيمنون باسم الأمير عمر طوسون، ويحبون أن يظهر في كل مشروع قومي، أو على رأس كل مؤسسة وطنية؛ إذ إن مجرد رعايته لجمعية خيرية لحافز للناس على الانضواء في عضويتها.»
الأمير الأخلاقي!
وكان سموه خير ممثل للعادات والتقاليد الشرقية. وكان يرى أن الحرص عليها والتمسك بها يصون البلاد من الهزات الاجتماعية العنيفة التي غمرت أرجاء العالم في الربع جيل الذي انقضى، وأورثت الناس صنوف البلاء، وأشاعت المشاكل في الدنيا. وكان من رأيه أن اقتباس الصالح من المبادئ الجديدة يجب أن يأتي بالتدرج؛ حتى نأمن شرور التحول والطفرة أو ما يسمونه «بالانقلاب»!
وكان الأمير عمر - رحمه الله - مثاليا في سمو أخلاقه، يعجبه من الناس الصدق في القول، والإخلاص في العمل، بعيد عما يغضب ربه، يكره الخمر وشاربيها، ويراها سببا للكثير من الشرور، يجل الإسلام وتعاليمه الشريفة، ويحترم الأديان كلها ولا يفرق بينها، وكل أبناء مصر لديه سواء. وهكذا تنطبق كل صفاته بالمبدأ السديد والعمل المجيد:
صفحه نامشخص