امیر سرخ: داستانی از لبنان
الأمير الأحمر: قصة لبنانية
ژانرها
16
يا خوري بطرس.
فتضاحك الخوري وقال: إذا كنا لا نعرف أصله وفصله، فكيف يجوز أن نحترمه هذا الاحترام؟ ومن يدرينا ما هو؟ ومع ذلك لكل شيء وقت. ما أتت الساعة بعد.
هذا ما كان يدور من حديث بين الوكيل وخوري الضيعة. أما الحبيس فكان في الأيام التي سبقت العيد يحاسب نفسه ويتذكر ماضيه، يتذكر كيف كان عائشا ناعم البال مستريحا في مدرسته الكبرى عين ورقة، يعلم الناس ويهذب العقول، يبث في الناشئة مبادئ الحرية الصحيحة عملا بقول الإنجيل: تعرفون الحق والحق يحرركم.
تذكر كيف كان يسوس شبابا من أبناء الشعب ليخلق منهم ثوارا على الاستعباد.
تذكر كيف كان يحدثهم عن الثورة الفرنسية، كيف تغلب الشعب الفرنسي على مستعبديه الإقطاعيين، وقد كانوا أفظع جرائم من إقطاعيي لبنان وأشد قوة.
وتذكر كيف اقتلعه المير من محيطه، محيط مدرسة عين ورقة؛ ليجعل منه قاضيا يتستر خلف أحكامه وينتقم من الناس .
وتذكر كم كان ينصح المير ليكف عن ظلم الشعب، وأن الشعب خير له من الإقطاعيين الذين يستعين بهم على تدويخ
17
الرعية وإذلالها، ثم كيف كان الأمير لا يعمل بهذه النصائح، ولا يبالي إلا بالكراسي، ولا يهمه إلا استرضاء هذا الزعيم وذلك، يشركهم في المنافع
صفحه نامشخص