امین ریحانی: ناشر فلسفه شرق در کشورهای غربی
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
ژانرها
الدين الحقيقي ما أنار القلب من الإنسان والضمير، فيهديه في الحياة الدنيا خير طريق إلى خير الأبواب في الآخرة، ومتى كان ضمير جاري كنور الشمس حيا نقيا، وقلبه كوردة تفتح في الفجر لتستقبل ندى السماء، لا فرق إذ ذاك عندي إن ذكر مع الدراويش، أو سجد مع اليسوعيين، أو اغتسل في نهر القنج مع البوذيين؛ فهو المؤمن الحقيقي، هو الصادق في دينه، هو رجل الله الأمين. •••
من أجل ما قرأته في الكتب المقدسة فاتحة القرآن؛ فهي صلاة جديرة بأن يرددها بقلب حي كل إنسان كل يوم في السنة:
إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم . أي والله! فإن الإنسان وإن كان من أرقى البريطانيين، أو من أرقى العثمانيين، إن كان من باريز، أو كان من نيويورك، أو من أطنة، أو من داهومي، هو في أشد حاجة إلى الهداية اليوم مما كان في أيام النبي داود، أو في عهد عاد وثمود. •••
قل تبارك السر الذي في ولا تحفل بضجيج الناس وضوضى الأمم. عش قنوعا هادئا ساكتا معتزلا، وواظب على نظافة العقل والقلب كما تواظب على نظافة الجسد، فلا تكن من الخاسرين، تلاه في العمل والنمو عن عقبات الحياة وهمومها، وبكلمة وجيزة: كن مثمرا ولو بين القتاد، فلا تحزن يوم يجيئك ملك الحصاد. •••
خير الكتب وأنفسها كتاب لا يتركني بعد أن أطالعه في الحال التي ألفتها، كتاب يحرك في عاطفة شريفة جديدة، أو قصدا كبيرا جديدا، أو فكرا ساميا جديدا، كتاب يزحزحني من مكاني، أو يدفعني لأزحزح من هم حولي، كتاب يفيقني من سباتي العميق، أو ينهض بي من حمأة الخمول، أو يهديني إلى طريقة أحل بها عقدة من عقد الحياة، ولكن مثل هذا الكتاب على كثرة ما تصدره المطابع الحرة اليوم من القصص والروايات أصبح كالامرأة الفاضلة التي ينشدها سيدنا سليمان. •••
كليمبروتوس اليوناني رمى بنفسه في البحر بعد أن انتهى من قراءة كتاب أفلاطون في خلود النفس، وفي فعلته هذه الخارقة ثناء عظيم على المؤلف وعلى القارئ معا؛ إذ لو لم يقنع كليمبروتوس بحجة أفلاطون لما كان فادى بحياته ليبرهن عن إيمانه، ولو لم يعتقد أفلاطون بما كتبه لما استطاع أن يفحم كليمبروتوس.
فمثل كتابه هذا يزحزح حقا، ولكنه يزحزح جدا، يزحزح القارئ دفعة واحدة عن هذا العالم، فهو إذن لا ينفع كثيرا. ومن حظنا أنه لم يترجم إلى اللغة العربية، على أنني وإن كنت أشك في صحة عقل كليمبروتوس لا أشك قط في شجاعته، التي حملته على أن يعمل بما اعتقده صحيحا. فما قولك بالمسيحيين والمسلمين واليهود الذين يعتقدون - أو في الأقل يقولون - بالخلود، ويبكون أمواتهم كما لو كانت أنفسهم أيضا للدود؟ فإن كنا في اعتقادنا صادقين، إن كنا واثقين - كأفلاطون وكليمبروتوس - أن النفس لا تموت، ينبغي أن نفرح في الأقل ساعة تطلق من أسر الجسد، على أنني لا أسألكم أن تفرحوا، ولا أسألكم أن ترموا بأنفسكم في البحر لتبرهنوا عن إيمانكم العجيب، ولكن لا تصمون الأحياء ساعة الموت بالعويل والنحيب. •••
الحكيم لا يخشى الموت؛ لعلمه بأن الموت بعيد عن الإنسان ما زال حيا، ومتى مات الإنسان يصبح بعيدا عن الموت.
خير الإحسان وأجمله ما جاد به القلب والعقل معا، وما بقي ففيه الكذب والادعاء، جد علي بشيء من القوت فآكله، وبعد قليل أصبح كما كنت قبل إحسانك، ففتاتك لا تغير في نفسي شيئا، ولكن هات منك فكرا ساميا جميلا، فيتحلل في القلب والدماغ، ويخالط النفس مني؛ فترثه عني الأجيال. في كل قوة أدبية - أي عقلية روحية - شيء من الخير الخالص النقي، وإذا كان فيك يا أخي شيء من هذه القوة الأدبية؛ فهذا الخير يصدر عنك إن شئت أو لم تشأ، وينفعني أنا وإن شئت أو لم أشأ. •••
من الناس من يعجب ببعض أبطال التاريخ ليحذوا حذوهم في السيئات لا في الحسنات، فينتحل لحماقته من شذوذهم الأعذار، ويتخذ من عيوبهم مثالا لعيوبه. (7) الجوع
صفحه نامشخص