93

نحن أيها الملك أهل حرم الله، وسدنة بيته أشخصنا إليك الذي بهجنا من كشف الكرب الذي فدحنا، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزية.

قال: وأيهم أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم.

قال: ابن أختنا؟ قال: نعم.

قال: ادن مني؛ فأدناه، ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال: مرحبا وأهلا، وناقة ورحلا، ومتاحا سهلا، وملكا ربحلا، يعطي عطاء جزلا، قد سمع الملك مقالتكم، وعرف مكانكم، وقبل وسيلتكم، فأنتم أهل الليل والنهار، ولكم الكرامة ما أقمتم، والحبا إذا ظعنتم.

ثم أنهضوا إلى دار الضيافة والوفود، وأقاموا شهرا لا يصلون إليه ولا يأذن لهم في الانصراف، ثم انتبه لهم انتباهة، فأرسل إلى عبد المطلب فأدنى مجلسه فأخلاه.

ثم قال: يا عبد المطلب، إني مفوض إليك أمرا من سر علمي، ما إن لو يكون غيرك لم أبح به، ولكن رأيتك معدنه فأطلعتك عليه؛ فليكن عندك مطويا، حتى يأذن الله عز وجل فيه؛ فإن الله عز وجل بالغ أمره.

إني أجد في الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذي اخترناه لأنفسنا، واحتجبناه دون غيرنا -خبرا عظيما، وخطرا جسيما فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة.

صفحه ۹۷