قال ابن عباس: كان ذلك رضوان خازن الجنة.
قال: وقال في أذنه كلاما كثيرا لم أفهمه، وقبل بين عينيه، وقال: أبشر يا محمد فما بقي لنبي علما إلا وقد أعطيته، فأنت أكثرهم علما، وأشجعهم قلبا، معك مفاتيح النصرة قد ألبست الخوف والرعب، فلا يسمع أحد بذكرك إلا وجل فؤاده، وخاف قلبه، وإن لم يرك يا حبيب الله.
قالت: ثم رأيت رجلا قد أقبل يخرقهم حتى وضع فاه على فيه فجعل يزقه كما تزق الحمامة فرخها، فكنت أنظر إلى ابني يشير إليه بإصبعه، يقول: زدني زدني فزقه ساعة، ثم قال: أبشر أبشر يا حبيبي فما بقي لنبي حلم إلا وقد أعطيته، ثم احتمله فغيبه عني، فخرج فؤادي، وذهل قلبي، وقلت : ويح قريش فالويل لها ماتت كلها أنا في ليلتي هذه وفي ولادتي أرى ما أرى، ويصنع بولدي ما يصنع، ولا يقربني أحد من قومي، إن هذا لهو العجب العجيب؛ فبينا أنا كذلك إذا أنا به قد رد علي كالبدر، وريحه يصدع كالمسك، وهو يقول: خذيه فقد طافوا به الشرق والغرب وعلى مواليد النبيين أجمعين، والساعة كان عند أبيه آدم عليه السلام فضمه إليه، وقبل بين عينيه، وقال:
صفحه ۳۸