بسم الله الرّحمن الرّحيم
[مقدمة المحقق:]
الحمد لله ذى العزّة والجلال، والطّول والإنعام، أحمده سبحانه على توالى مننه، حمدا يبلغ رضاه، ويوافى نعمه ويكافئ مزيده. وأصلّى وأسلّم على خير خلق الله، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، وعلى إخوانه المصطفين الأخيار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وعلى كلّ من سلك سبيله وسبيلهم إلى يوم الدين.
ثم أما بعد:
فهذا إمام من أئمة العربية، وكتابه أصل من أصولها، لم يؤت حظّه من الدرس والتأمّل، وكاد الرجوع إليه ينحصر في دائرة تخريج الشعر وتوثيقه. ومن عجب أن يظلّ هذا الكتاب بعيدا عن ميدان الدراسات النحوية (١)، مع أنه اشتمل على جملة صالحة من أصول النحو وفروعه، بل إنه عرض لمسائل منه لا تكاد توجد فى كتب النحو المتداولة، ولعلّ الذى صرف دارسى النحو عنه ما يوحى به عنوانه من أنه خالص للأدب؛ للّذى سبق به أبو عليّ القالى، ﵀. وما أكثر العنوانات الخادعة فى مكتبتنا العربية لمن لا يحسن النظر والتأمل، ثم ما أكثر النحو المفرّق فى كتب العربية المختلفة. . . وهذا حديث طويل:
فدع عنك نهبا صيح فى حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل
وقد كان من صنع الله لى وتوفيقه إيّاى أن تقدمت بتحقيق الجزء الأول (تسعة وأربعون مجلسا) من أمالى ابن الشجرى إلى قسم النحو والصرف والعروض، بكلية دار العلوم للحصول على درجة الدكتوراه.
_________
(١) من الدراسات الجامعية التى تناولت ابن الشجرى نحويّا دراسة بعنوان (ابن الشجرى ومنهجه فى النحو) للزميل عبد المنعم أحمد التكريتى. حصل بها على درجة الماجستير من جامعة بغداد، ونشرها ببغداد سنة ١٩٧٥ م كما أن هناك رسالة ماجستير بكلية الآداب بجامعة القاهرة سنة ١٩٧١ م بعنوان (ابن الشجرى اللغوى الأديب) للزميل العراقى على عبود السّاهى.
المقدمة / 3