حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني إملاء، قال: أخبرنا الحسين(1) بن محمد بن أوس الأنصاري الكوفي، قال: حدثنا نصر بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه(2).
عن أبي ذر رحمة الله عليه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتاه أعرابي على ناقة له، فنزل ودخل، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وآله أمامه، ثم قال: (( حدث الناس بما كان من أمر ثعلبك )) قال: يا رسول الله، أنا رجل من أهل (نجران)، جئت أحطب من واد يقال له: السيال، فبينما أنا في الوادي أحطب الحطب على راحلتي هذه، إذا أنا بهاتف يهتف بي من جانب الوادي(3):
هل لك في أجر وفي نوال
أنقذك الله من الأغلال
فامنن فدتك النفس بالأفضال
يا حامل الجرزة(4) من سيال
وحسن شكر آخر الليالي
ومن سعير النار والأنكال
وحلني من وهق(5) الحبال
فالتفت فإذا ثعلب إلى شجرة، فقال الثعلب:
عجبت من شأني ومن كلامي
مستقسم للكفر بالأزلام
نبي صدق جاء بالإسلام
وبالصلاة الخمس والصيام
مهاجر في فتية كرام
يا حامل الجرزة للأيتام
إعجب من الساجد للأصنام
هذا الذي بالبلد الحرام
وبالهدي والدين والأحكام
والبر والصلاة للأرحام
غير معازيب(6) ولا لئام
فذهبت لأحله، فإذا هاتف آخر يقول:
أما ترى وأنت شيخ منحدب
أن الذي ينبئ زور وكذب يا حامل الجرزة من جرز الحطب
صفحه ۵