فكيف بالأمر الذي تبغينه ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا، فلما أتاها، قالت له(1): يا فتى ما صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة بنت وهب فأقمت عندها ثلاثا، وقال: هل لك فيما قلت لي؟ فقالت: لا، قد كان ذلك مرة فاليوم لا، يا هذا، إني لست والله بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نورا، فأردت أن يكون في فأبى الله إلا أن يصيره حيث أراد، ثم أنشأت فاطمة تقول:
فتلألأت بحناتم القطر(2)
ما حوله كإضاءة البدر(3)
ما كل قادح زنده يوري
ثوبيك ما استلبت وماتدري(4)
إني رأيت مخيلة لمعت
فلمأتها نورا يضيء له
ورأيتها(5) فخرا أبوء به
لله ما زهرية سلبت
صفحه ۲۶