امالی ابی طالب
أمالي أبي طالب ع
ژانرها
ذكر من صنف أخبار المختار ، عن هشام بن السائب الكلبي عمن أخبره أن المختار قد كان أمن عمر بن سعد بشفاعة عبد الله بن جعدة، فكتب إليه محمد بن علي بن الحنفية عليه السلام، أنك ذكرت أنك قتلت قتلتنا، وطلبت بثأرنا، وقمت بأمرنا، فكيف يكون ذلك، وقاتل الحسين يغدو عليك، ويروح عمر بن سعد؟ فقال المختار في مجلسه يوما وهو يتحدث: لأقطعن غدا رجلا عظيم القدمين، غاير العينين مشرف الحاجبين، يسر بقتله المؤمنون، والملائكة المقربون، وكان الهيثم بن الأسود عنده، فلما سمع ذلك منه علم أنه يريد عمر بن سعد، فخرج وبعث بابنه إليه، وقال: خذ حذرك، فإن المختار قال: كذا، وهو لا يريد به غيرك. فقال: جزى الله أباك خيرا كيف يريدني بهذا وقد أعطاني من العهود ما أعطاني، فلم يبرح من منزله. قال: فدخل حفص بن عمر بن سعد على المختار، فأجلسه إلى جنبه، ودعا أبا عمرة صاحب حرسه، وأسر إليه أن سر إلى عمر ابن سعد وقل له: أجب الأمير، فإن خرج معك فأتني به، وإن قال: يا جارية، هاتي ردائي، فإنما يدعو لك بالسيف، فاقتله وأتني برأسه.
قال: فلما دخل عليه أبو عمرة، وقال: أجب الأمير. دعا برادئه، فضربه أبو عمرة بسيفه، فقتله، وحمل رأسه إلى المختار، وطرحه بين يديه، فقال المختار لحفص: أتعرفه، فاسترجع، ثم قال: لا خير في العيش بعده. قال: فإنك لا تعيش بعده. وقال: المختار لأبي عمرة خذ بيده، فأحلقه بأبيه.
صفحه ۱۵۴