134

حدثني(6) أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثني أبو زيد العلوي، قال: حدثني أحمد بن سهل، قال: حدثني القاسم بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: عوتب الحسين بن علي صاحب فخ في ما كان يعطي، وكان من أسخى العرب والعجم، فقال: والله ما أظن أن لي في ما أعطي أجرا. فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، والله ما هو عندي وهذه الحصاة إلا بمنزلة يعني المال .

حكى مشايخنا أن الداعي الحسن بن زيد بلغه أن قوما قالوا فيه: أنه مئناث لا عقب له لصلبه، فمن يرث ملكه، فأنشأ يقول:

ومن أبى الضيم لم يعرض له أحد

والمرء يخلفه في أهله ولد

عاف النساء ولم يكثر له عدد

من جرد السيف خاف الناس سطوته

قالوا: عقيم فلم يولد له ولد

فقلت: من علقت بالسيف همته

حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون المنجم، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا البغوي، قال: حدثنا الرياشي، قال: أخبرنا الأصمعي، قال:

رأيت قبر هشام بن عبد الملك بالرصافة منبوشا، وكان بنو العباس لما قامت نبشته وأخرج كما دفن، وكانوا طلوه بشيء لكي لا يبلى، إلا أنه كان بان شيء منه من البلى، فأحرقته بنو العباس بعد ست(1) أو سبع سنين من موته.

حدثني أبو العباس الحسني، [عن أبي الفرج، عن أبي ميسرة](2)، قال: حدثنا أبو سعيد محمد بن زياد المكي المعروف بابن الإعرابي، قال:

سمعت أبا منصور الصوفي النيسابوري بهراة، قال: وفد شقيق البلخي على جعفر بن محمد عليهما السلام ليسئله عن شيء، فبدأه جعفر عليه السلام، فقال: من أين أنت؟ قال: من خراسان، أو من بلخ. فقال: كيف التوكل هناك؟ قال: إذا رزقوا أكلوا، وإذا منعوا صبورا. فقال جعفر عليه السلام: هكذا كلاب المدينة عندنا، إذا رزقت أكلت، وإذ ا منعت صبرت. قال(3) شقيق: كيف هو عندك يا ابن رسول الله؟ قال: التوكل عندنا: أنا إذا رزقنا آثرنا، وإذا منعنا شكرنا.

صفحه ۱۳۴