27- حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال لما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إني علمت أنكم كنتم تؤنسون مني شدة وغلظة وذلك أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت عبده وخادمه وكان كما قال الله عز وجل {بالمؤمنين رءوف رحيم} فكنت بين يديه كالسيف المسلول إلا أن يغيرني أو ينهاني عن أمر فأكف وإلا أقدمت على الناس لمكان لينة فلم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله عز وجل وهو عني راض والحمد لله عز وجل على ذلك كثيرا وأنا به أسعد ثم قمت ذلك المقام مع أبي بكر خليفة #342# رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وكان كما قد علمتم في كرمه ودعته ولينه فكنت خادمه وكنت كالسيف المسلول بين يديه على الناس أخلط شدتي بلينه إلا أن يتقدم إلي فأكف وإلا أقدمت فلم أزل على ذلك حتى توفاه الله عز وجل وهو عني راض والحمد لله على ذلك كثيرا وأنا به أسعد ثم صار أمركم اليوم إلي وأنا أعلم , فسيقول قائل كان يشتد علينا والأمر إلى غيره فكيف به إذا صار الأمر إليه فاعلموا أنكم لا تسألون عني أحدا قد عرفتموني وجربتموني وقد عرفت بحمد الله من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما قد عرفت وما أصبحت نادما على شيء كنت أحب أن أسأل عنه إلا قد سألت واعلموا أن شدتي التي كنتم ترون قد ازدادت أضعافا إذا كان الأمر إلي على الظالم والمعتدي والأخذ للمسلمين لضعيفهم من قويهم وأني بعد شدتي تلك واضع خدي على الأرض لأهل العفاف والكف منكم والتسليم وإلا أنا إن كان بيني وبين أحد منكم في أحكامكم شيء أن أمشي معه إلى من أحببتم منكم فينظر فيما بيني وبينه أحد منكم فاتقوا الله عباد الله وأعينوني على أنفسكم بكفها عنكم
وأعينوني #343# على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة فيما ولاني الله عز وجل من أمركم , ثم نزل.
قال ابن المسيب فوالله لقد وفى بما قال وزاد في موضع الشدة على أهل الريب والظلم والرفق بأهل الحق من كانوا.
صفحه ۳۴۱