بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
أنشدني أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال أنشدني أبو العباس محمد بن الحسن الأحول لزياد بن سليمان الأعجم ويكنى أبا إمامة وهو رجل من عبد القيس أحد بني عامر بن الحارث ثم أحد بني مالك بن عامر ثم أحد بني الخارجية يرثي المغيرة بن المهلب، وقال: قال لي الأصمعي يرويها للصلتان العبدي.
قل للقوافل والغزى إذا غزوا ... والباكرين وللمجد الرائح
إن السماحة والشجاعة ضمنا ... قبرًا بمرو على الطريق الواضح
1 / 1
فإذا مرَرت بقبره فاعقر به ... كُوم الهجان وكل طرف سابح
قال فلما أنشد زياد الأعجم المهلب هذا الموضع من القصيدة قال: أعقرت يا أبا أمامة؟ قال لا والله أصلحك الله، قال ولم؟ قال: لأني كنت على ابنة الأتان، قال: أما إنك لو عقرت ما بقي بالبصرة طرف عتق ولا جمل نجيب إلا شد بمربطك أو نيخ بفنائك.
وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخادم وذبائح
وأظهر ببزته وعقد لوائه ... واهتف بدعوة مصلتين شرامح
أظهر أي أعل بها وفاخر، وشرامح طوال.
آب الجنود معقبا أو قافلا ... وأقام رهن حفيرة وضرائح
المعقب الراجع ليغزو ثانية.
وأرى المكارم يوم زيل بنعشه ... زالت بفضل فضائل ومدائح
وخلت منابره وحُطَّ سروجه ... عن كل سلهبة وطرف طامح
السلهبة الطويلة، والطرف الفرس الكريم، ويروى: عن كل سابحة وطرف سابح.
وكفى لنا حزنًا ببيت حله ... أخر المنون فليس عنه يا ريح
رجفت لمصرعه البلاد فأصبحت ... منا القلوب لذاك غير صحائح
1 / 2
وإذا يُناح على امرئ فتعلمنْ ... أن المغيرة فوق نوح النائح
يبكي المغيرةَ ديننا وزماننا ... والمعولات برنة وتصايح
يا من بمغدَى الشمس من حي إلى ... ما بين مسقط قرنها المتنازح
مات المغيرة بعد طول تعرض ... للقتل بين أسنة وصفائح
والقتل ليس إلى القتال ولا أرى ... حيا يؤخر للشفيق الناصح
لله در منية فاتت به ... فلقد أراه يرد غرب الجامح
هلا ليالي فوقه بزَّاته ... يغشى الأسنة فوق نهد قارح
في جحفل لجب ترى أعلامه ... منه تعضل بالفضاء الفاسح
الجحفل الجيش الضخم، واللجب الكثير الأصوات، وأصل التعضيل التضييق في المسلك ونشو الشيء في الشيء يقال عضل بهم الأمر وأعضل وهو مأخوذ من المرأة المعضل وهي التي نشب ولدها في أداني الرحم فلم يخرج.
يقص السهولة والحزون إذا غدا ... بزهاء أرعن مثل ليل جانح
يقص السهولة يكسرها ويدقها، وزهاء الشيء قدره ومحزره، والأرعن الجيش العظيم شبه بالرعن من الجبل وهو أنف يندر منه، وجانح أقام ومال بظلمته إلى الأرض.
ولقد أراه مجففا أفراسه ... يغشى مراجع في الوغا بمراجح
1 / 3
مجفف لها تجافيف، مراجع رزان في الحرب.
فتيان عادية لهم مَرَس الوغى ... سنوا بسنة معلمين جحاجح
معلمين قد أعلموا نفسهم بشهرة الحرب.
لبسوا سوابغ في الحروب كأنها ... غُدُر تحير في متون أباطح
وإذا الضراب عن الطعان بدا لهم ... ضربوا بمرهفة الصدور جوارح
عن في معنى بعد.
لو عند ذلك قارعته منية ... لحمى الحواء وضم سرح السارح
الحواء بيت من بيوت الأعراب وجمعه أحوية.
كنت الغياث لأرضنا فتركتنا ... فاليوم نصبر للزمان الكالح
الآن لما كنت أكمل من مشى ... وافترَّ نابك عن شَباة القارح
شباة كل شيء حده.
وتكاملت فيك المروءة كلها ... وأعنت ذلك بالفعال الصالح
فانع المغيرة للمغيرة إذ غدت ... شعواء مجحرة لنبح النابح
شعواء كتيبة متفرقة.
صفان مختلفان حين تلاقيا ... آبوا بوجه مطلق أو ناكح
ومدجج كره الكماة نزاله ... شاكى السلاح مسايف أو رامح
المدجج الداخل في السلاح ويقال بكسر الجيم وبفتحها.
قد زار كبش كتيبة بكتيبة ... يردى لكوكبها برأس ناطح
1 / 4
كبش الكتيبة رئيسها والكتيبة الجيش الضخم.
غير أن دون حريمه وتلاده ... حامى الحقيقة للعدو مكافح
سبقت يداك له بعاجل طعنة ... شهقت لمنفذها أصول جوانح
والخيل تعثرُ في الدماء وقد جرى ... فوق النحور دماؤها بسرائح
سرائح طرائق شبهها بالنعال.
فتلهفي لهفي عليه كلما ... خيف الغرار على المدر الماسح
الغرار قلة اللبن.
تشفي بحلمك لابن عمك جهله ... وترد عنه كفاح كل مكافح
وإذا يصول بك ابن عمك لم يصل ... بمواكل وكل غداة تجايح
المواكل والوكل الذي يتكل على غيره وتجايح يجتاح بعضهم بعضًا
صل يموت سليمه قبل الرقي ... ومخاتل لعدوه بتصافح
شبهه بالصل وهي الحية التي قد صغرت من الكبر.
وإذا الأمور على الرجال تشابهت ... فتوزعت بمغالق ومفاتح
فتل السحيل بمبرم ذي مرة ... دون الرجال بفضل عقل راجح
وأرى الصعالك بالمغيرة أصبحت ... تبكي على طلق اليدين مسامح
كأن الربيع لهم إذا انتجعوا الندى ... وخبت لوامع كل برق لامح
1 / 5
ملك أغرُّ متوج يسمو له ... طرف الصديق وغض طرف الكاشح
دفاع ألوية الحروب إلى العدى ... بسعود طير سوانح وبوارح
كان المهلب بالمغيرة كالذي ... ألقى الدلاء إلى كفيت مائح
الكفيت المنكمش.
فأصاب جمة مستقًى فسقى له ... في حوضه بنوازع ومواتح
الماتح الذي يجبذ الدلو والمائح الذي ينزل إلى أسفل البئر فيملأ الدلو.
أيام لو يحتل وسط مفازة ... فاضت معاطشها بشرب سائح
إن المهالب لا يزال لهم فتى ... يمري قوادم كل حرب لاقح
بالمقربات لواحقا أقرابها ... تجتاب عرض سباسب وصحاصح
المقربات المكرمات من الخيل المدناة من البيوت والأقراب الخواصر.
تردي بكل مدجج ذي نجدة ... كالأسد بين عرينها المتناوح
المتناوح المقابل بعضه بعضًا.
متلببًا تهفو الكتائب حوله ... ملح البطون من النضيح الراشح
متلبب متحزم في سلاحه، والنضيح العراق، وملح بيض.
يا عين فابكي ذا الفعال وذا الندى ... بمدامع سكب تجيء سوافح
وابكيه في الزمن العثور لكلنا ... ولكل أرملة ورهب رازح
رهب كبير لا يطيق الحركة، ورازح مهزول لا نهوض به.
1 / 6
فلقد فقدت مسود إذا نجدة ... كالبدر أزهر ذا جدًا ونوافح
كان الملاك لديننا ورجائنا ... وملاذنا في كل خطب فادح
فمضى وخلفنا لكل عظيمة ... ولكل أمر ذي زلازل جامح
ما قلت فيك فأنت أهل مقالتي ... بل قد يقصر عنك مدح المادح
وأنشدني أبو عبد الله قال أنشدني أبو العباس الأحول لأبي زبيد الطائي واسمه حرملة بن المنذر وكان نصرانيًا يرثي ابن أخته اللجلاج.
إن طول الحياة غير سعود ... وضلال تأميل نيل الخلود
عُلِّل المرء بالرجاء ويضحى ... غرضًا للمنون نصب العود
أي منصوبًا مثل الهدف.
كل يوم ترميه منها برشق ... فمصيبٍ أو صاف غير بعيد
من حميم ينسي الحياء جليد ال ... قوم حتى تراه كالمبلود
كل ميت قد اغتفرت فلا أو ... جع من والد ومن مولود
غير أن اللجلاج هد جناحي ... يوم فارقته بأعلى الصعيد
1 / 7
في ضريح عليه عبء ثقيل ... من تراب وجندل منضود
عن يمين الطريق عند صدى حر ... ان يدعو بالليل غير معود
صاديًا يستغيث غير مغاث ... ولقد كان عصرة المنجود
رب مستلحم عليه ظلال المو ... ت لهفان جاهد مجهود
خارج ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أي بُرود
غاب عنه الأدنى وقد وردت سم ... ر العوالي عليه أي وُرود
فدعا دعوة المخنق والتل ... بيب منه في عامل مقصود
ثم أنقذته وفرجت عنه ... بغموس أو ضربة أخدود
أي بطعنة غموس.
بحسام أو زرة من نحيض ... ذات ريب على الشجاع النجيد
الزر العض أي أنحضه الصيقل أي أرقه.
1 / 8
يثستكيها بقدك إذا باشر المو ... ت جديدًا والموت شر جديد
بقدك أي حسبك قتلتني.
فلوت خيله عليه وهابوا ... ليث غاب مقنعًا في الحديد
غير ما ناكل يسير رويدا ... سير لا مرهق ولا مهدود
مستعدًا لمثلها إن دنوا من ... هـ ففي صدر مهره كالصفود
شاحيًا باللجام يقصر منه ... عركًا بالمضيق غير شرود
وبعينيه إذا ينوء بأيدي ... هم ويكبو في صائك كالفصيد
الصائك الدم المتغير.
نظر الليث همه في فريس ... أقصدته يدا نجيد معيد
ساندوه حتى إذا لم يروه ... شد إجلاده على التسنيد
يئسوا ثم غادروه لطير ... عكف حوله عكوف الوفود
وهم ينظرون لو طلبوا الوِ ... تر إلى واتر شموس حقود
لحمة لو دنوا لثأر أخيهم ... حسروا قد ثناهم بعديد
يا بن حسناء شق نفسي يا لج ... لاج خليتني لدهر شديد
يبلغ الجهد ذا الحصاة من القو ... م ومن يلف واهيًا فهو مود
1 / 9
كل عام أُرمى ويرمى أمامي ... بنبال من مخطئ أو سديد
ثم أوحدتني وأخلت عرشي ... بعد فقدان سيد ومسود
وثللت عرشي.
من رجال كانوا جبًا لا بحورًا ... فهم اليوم صحب آل ثمود
خان دهر بهم وكانوا أهم أهل ... عظيم الفعال والتمجيد
مانعي بابة العراق من النا ... س بجرد تعدو بمثل الأسود
كل عام يلثمن قومًا بكف الدهر ... حمقًا وأخذ حي حريد
وأخذ حي - وخد حي.
جازعات إليهم خشع الأو ... داة تسقى قوتًا ضياح المديد
الأوداة جمع واد، ضياح تضيح لها بالماء.
مسنفات كأنهن قنا الهن ... دونسي الوجيف شغب المرود
مسنفات متقدمات، والمسنفات التي قد قلقت سروجها فسنفت إلى صدورها لضمر بطونها حتى لا تقلق حزمها، والمرد المارد، مسنفات ضوامر.
مستقيم بها الهداة إذا يقطعن ... نجدًا وصلنه بنجود
1 / 10
فإنا اليوم قرن أعضب منهم ... لا أرى غير كائد ومكيد
غير ما واضع جناحي لقوم ... حين لاح الوجوهَ سفع الوقود
قال خاضع جناحي أود.
كان عني يرد درؤك بعد ال ... له شغب المستصعب المريد
من يردني بسيئ كنتَ منه ... كالشجا بين حلقه والوريد
أسد غير حيدر وملد ... يطلع الخصم عنوة في كؤود
وخطيب إذا تمعرت الأو ... جه يومًا في مأقط مشهود
ومطير اليدين بالخير للح ... مد إذا ضن كل جبس صلود
أصلتي تسمو العيون إليه ... مستنير كالبدر عام العهود
معمل القدرنا به النار باللي ... ل إذا هم بعضهم بخمود
يعتلى الدهر إذا علا عاجز القو ... م وينمي للمستتم الحميد
يعني أن الدهر يعلو عاجز القوم وينمي للحازم وهو المستتم.
وإذا القوم كان زادهم اللحم ... قصيدًا منه وغير قصيد
وقصيدٌ منه وغير قصيد.
وسما بالمطي والذبل الصم ... لعمياء في مفارط بيد
1 / 11
مفارطها أوائلها وما تقدم منها.
مستحن بها الرياح فما يجتا ... بها بالظلام غير هجود
الهجود هاهنا اليقظان، وهو من الأضداد والهجود النائم واليقظان.
وتخال العزيف فيها غناء ... للندامى من شارب مشهود
العزيف صوت الجن، مشهود محضور.
قال سيروا إن السري نهزة الأكيا ... س والغزو ليس بالتمهيد
وإذا ما اللبون سافت رماد النا ... ر قصرًا بالسملق الأمليد
قصرًا عشيًا، والأمليد والأمليس ما اتسع من الأرض، وسافت شمت.
بدل الغزو أوجه القوم سودًا ... ولقد أبدأوا ولسن بسود
ويروي: وغزوًا حين أبدأوا غير سود.
ناط أمر الضعاف واجتعل الليل ... كحبل العادة الممدود
في ثياب عماد هن رماح ... عند جرد تسمو سمو الصيد
1 / 12
كالبلايا رؤوسها في الولايا ... مانحات السموم حر الخدود
إن تفتني فلم أطلب عنك نفسًا ... غير أني أُمنَى بدهر كنود
كل عام كأنه طالب ذح ... لًا إلينا كالثائر المستقيد
أنشدنا ابن حبيب وأبو العباس الأحول وأحمد بن يحيى لأعشى باهلة وهو عامر بن الحارث ويكنى أبا قحفان يرثي المنتشر بن وهب الوائلي. ويقال أنها للدعجاء أخت المنتشر ترثي أخاها.
إني أتيت بشيء لا أسر به ... من علو لا عجب فيه ولا سخر
ويروى من علو، ومن علُ، ويقال أتيتك من علًا، ومن معالٍ، ومن علٍ، وقوله لا عجب أي ليس ببديع لأن الناس يموتون ويقتلون فلا سخر من ذلك أي لا عجب فيه ولا هزء منه، وروى الأصمعي:
1 / 13
قد جاء من عل أنباء أنبؤها.
فظلت مكتئبًا حران أند به ... وكنت أحذَره لو ينفع الحذر
فهاجت النفس لما جاء جمعهم ... وراكب جاء من تثليث معتمر
معتمر معتمد.
يأتي على الناس لا يلوي على أحد ... حتى التقينا وكانت دوننا مضر
إن الذي جئت من تثليث تند به ... منه السماح ومنه النهي والغير
تنعى امرءًا لا تغب الحي جفنته ... إذا الكواكب خوى نوءها المطر
إذا ناء النجم فلم يكن في نوئه مطر فقد خوى ويروى أخطا نوءها.
وراحت الشول مغبرًا مناكبها ... شعثًا تغير منها النيُّ والوبر
وألجأ الكلبَ موقوعَ الصقيع به ... وألجأ الحي من تنفاحها الحجر
عليه أول زاد القوم قد علموا ... ثم المطي إذا ما أرمولوا جزروا
قد تكظم البزل من حين تبصره ... حتى تقطع في أعناقها الجرر
1 / 14
أخو رغائب يعطيها ويسألها ... يأبى الظلام منه النوفل الزفر
النوفل العزيز الذي ينفل عنه الضيم أي يدفعه، والزافر والزافرة وهم الأنصار الذين ينصرونه.
لم تر أرضًا ولم تسمع بساكنها ... إلا بها من بوادي وقعه أثر
وليس فيه إذا استنظرته عجل ... ولي سمنه إذا ياسرته العسر
فإن يصبك عدو في مناوأة ... يومًا فقد كنت تستعلي وتنتصر
وكان يستعلي وينتصر.
من ليس في خيره شر يكدره ... على الصديق ولا في صفوه كدر
ويروى: من يكدره.
1 / 15
أخو شروب ومكساب إذا عدموا ... وفي المخافة منه الجد والحذر
مردي حروب ونور يستضاء به ... كما أضاء سواد الظلمة القمر
مهفهف أهضم الكشحين منخرق ... عنه القميص لسير الليل محتقر
طاوي المصير على العزاء منجرد ... بالقوم ليلة لا ماء ولا شجر
أي لا مرعى.
لا يصعب الأمر إلا ريث يركبه ... وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر
لا يهتك الستر عن أنثى يطالعها ... ولا يشد إلى جاراته النظر
لا يتأرى لما في القدر يرقبه ... ولا يعض على شرسوفه الصفر
أي لا يتحبس ويتلبث، وأنشد:
لا يتأرون في المضيق وإن ... ننادى المنادي كي ينزلوا نزلوا
لا يغمز الساق من أين ولا كسلٍ ... ولا يزال أمام القوم يقتفر
قال المدائني وغيره لما أتى عبد الملك بن مروان على إنشاد هذه الكلمة - لا يغمز الساق - قال ما كان أحوجني إلى راع مثل هذا، وقوله لا يغمز يقول ليس به وصب فيحتاج للإعياء إن يغمزها، والإين الإعياء، والاقتفار اتباع الأثر في القفر، يقول هو دليل القوم وهاديهم.
1 / 16
لا يأمن الناس ممساه ومصبحه ... من كل فج ولو لم يغز ينتظر
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها ... من الشواء ويكفي شربه الغمر
ويروى: فلذة لحم.
لا تأمن البازل الكوماء عدوته ... ولا الأمون إذا ما اخروط السفر
الأمون التي أمن عثارها وضعفها، واخروط امتد بهم السير.
كأنه بعد صدق الناس أنفسهم ... باليأس تلمع من قدامه البشرُ
لا يعجل القوم ان تغلي مراجلهم ... ويدلج الليل حتى يفسح البصر
عشنا به حقبة حيا ففارقنا ... كذلك الرمح ذو النصلين ينكسر
أصبت في حرم منا أخا ثقة ... هند بن أسماء لا يهنأ لك الظفر
كان يريد ذا الخلصة معتمرًا وهو صنم كان بالعبلاء موضع.
لو لم تخنه نفيل وهي خائنة ... لصبح القوم وردا ماله صدر
وأقبلَ الخيل من تثليت مصفيةً ... أو ضم أعينها رغوان أو حضر
روى اليزيدي مصغية: مصفية أي لم تبق فيها بقية ويروى: من تثليث منعلة.
إما سلكت سبيلًا أنت سالكه ... فاذهب فلا يبعدنك الله منتشر
قال أبو عبد الله اليزيدي قال لنا ابن حبيب المنتشر الذي رثاه
1 / 17
أعشى باهلة قتله هند بن أسماء بن زنباع من بني الحارث بن كعب وكان المنتشر أسره فسأله أن يفدي نفسه فأبطأ بالفداء فنذر المنتشر أن لا يأتي عليه هلال الأقطع منه أنملة أو يفدي نفسه فأبطأ عليه فقطع أنملة ثم أبطأ فقطع أخرى فخرج المنتشر يريد ذا الخلصة صنمًا يحج إليه فأسرته بنو الحارث ثم أمنوه فقال هند بن أسماء أتؤمنون مقطعًا وإلهي لا أومنه ثم قتله وغلبته.
قال أبو عبد الله اليزيدي قرأ عمي عبيد الله على محمد بن حبيب وأنا أسمع لمتمم بن نويرة التميمي يرثي أخاه مالكًا قتل في الردة:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع مما أصاب فأوجعا
ويروى: - ولا جزعا - التأبين مدح الميت والبكاء عليه، والتأبين لزومك الأمر وهو يخفي فلا يضح لك ولا ينفلت منك.
لقد كفن المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيات أروعا
أروع يروعك بجماله، والمنهال بن عصمة اليربوعي مر على مالك بن نويرة التميمي وهو صريع فألقى عليه رداءه. الأروع الذي يروعك بجماله.
ولا برمًا تهدي النساء لعرسه ... إذا القشع من ريح الشتاء تقعقعا
البرم الذي لا يدخل مع القوم مع الميسر والجمع إبرام، والقشع النطع الخلق.
1 / 18
لبيبًا أعان اللب منه سماحة ... خصيبًا إذا ما راكب الجدب أوضعا
تراه كنصل السيف يهتز للندى ... إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا
إذا اجتزأ القوم القداح وأوقدت ... لهم نار إيسار كفى من تضجعا
ويروى: إذا القوم فازوا بالقداح.
بمثنى الأيادي ثم لم يلف مالك ... لدى الفرث يحمى اللحم أن يتوزعا
ويتمزعا ويتنزعا.
وقد كان مجذامًا إلى الحرب ركضه ... سريعًا إلى الداعي إذا هو أفزعا
ويروى إذا كان - مجذام سريع، وأفزع استغاث.
ويوم إذا ما كظك الخصم أن يكن ... نصيرك منهم لا تكن أنت أضيعا
أضرع، ضعيف وهي رواية ابن حبيب.
وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشًا ... على الكأس ذاقا ذورة متزبعا
1 / 19
متزبع أي سيئ الخلق وأنشد للعجاج:
وإن لئيم بالخنى تربعا ... فالترك يكفيك اللئام اللكعا
وأنشد:
وتزبعت قيس كأن عيونها ... حدق الكلاب وبينت سيماها
اللكع والكلع الوسخ. وأنشد.
فجاءت بمعيوف الشريعة مكلع ... أرشت عليه بالأكف السواعد
السواعد العروق التي تجري فيها اللبن.
وإن ضرس الغزو الرجال رأيته ... أخا الحرب صدقًا في اللقاء سميدعا
سميدع: سيد كريم.
ومما كان وقافًا إذا الخيل أحجمت ... ولا طائشًا عند الغنام مدفعا
أي لا يطيش عند غنيمة ولا يدفع عنها.
ولا بكهام بزه عن عدوه ... إذا هو لاقى حاسرًا أو مقنعا
الكهام الكليل العيي، يقال سيف كهام وكهيم أي كليل وكذلك من الرجال.
فعيني هلا تبكيان لمالك ... إذا أذرت الريح الكنيف المنزعا
ويروى: فعيني جودًا بالدموع لمالك.
وهبت شمالًا من تجاه أظايف ... إذا صادفت كف المفيض تقفعا
أظايف وضع، والمفيض الذي يضرب بالقداح.
وللشرب فأبكى مالكًا ولبهمة ... شديد نواحيها على من تشجعا
1 / 20