امید و آرمانشهر در فلسفهی ارنست بلوخ
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
ژانرها
لبتهوفن ... إلخ؛ كل هذه شواهد وصور مختلفة تدور حول شيء واحد ينطق وإن كان لا يزال صامتا.»
85
أخيرا يمكن القول إن الأمل عند بلوخ هو اليوتوبيا، وإن مبدأ الأمل هو مبدأ يوتوبي، وهو المبدأ الوحيد الذي يعتقد بلوخ أنه يتحكم في كل التغيرات. ومع اختلاف صور التعبير عنه من مرحلة تاريخية إلى أخرى، فإنه يظل في رأيه مبدأ واحدا يسميه بلوخ بأسماء عديدة مثل الجديد، الأقصى، الكل اليوتوبي، الماهية، وهو في النهاية الوطن. وإذا كان الأمل عنده يدور في فلك الماركسية، فإنها ماركسية يجب النظر إليها نظرة خاصة مختلفة عن الفلسفة الماركسية الرسمية، أو تلك التي تحولت أثناء تطبيقها في التاريخ والواقع إلى فلسفة رسمية. وهذه الماركسية التي يدور الأمل في فلكها متحركة وليست ثابتة ولا تنتهي عند هدف محدد. إنها مفتوحة على آفاق الممكن اللانهائي؛ لذلك نجد مقولات أخرى مثل الأمام والأقصى ترتبط ارتباطا وثيقا بمقولة الأمل وتندفع معه نحو مستقبل مفتوح. (5) الأمام
Front
يسير العالم في عملية جدلية يضع لها بلوخ ثلاث مقولات: الأمام والجديد والأقصى. وهذه المقولات مرتبطة ب «اللا» وال «ليس-بعد» ارتباطها بأساس العملية الجدلية (الصيرورة) وقوامها وهي المادة. فاللا - التي تمثل الاحتياج والافتقار والقوة الدافعة في داخل الآن - هي التي تمثل «الأمام». وال «ليس-بعد» - وهي زمانية بطبيعتها وتعبر عن المستقبل الذي ينمو ويتبرعم ثم يزدهر في التاريخ - تتمثل دائما في «الجديد» الذي يمكن أن يتفتح في المستقبل ويتجه إلى «الأقصى» الذي هو غاية العملية الجدلية.
والأمام هو ذلك الجزء المتقدم من الزمان الذي سيحسم فيه المستقبل، والذي نحيا فيه ونعمل. ولهذا فإن الأمام يقع دائما في الآن، وبتعبير أدق في «آن-اللا» التي تتميز دائما بالخروج من نفسها والاندفاع إلى الأمام، بحكم ما فيها من نقص أو افتقار واحتياج وجوع. ومع أن «اللا» المتعلقة «بالأمام» تكمن دائما في اللحظة المعيشة المباشرة، أي في اللحظة المعتمة أو المظلمة التي لم تبلغ مستوى اللحظة المجربة، ومع أن هذه «اللا» لا تملك ذاتها بعد، وأن الوجود أو الكينونة التي تنطوي عليها ونعبر عنها بفعل «أكون» أو «يكون» لم يملك ذاته أو أساس وجوده بعد، فإن هذه اللحظة المعيشة تظل على علاقة بالجديد، لأنها هي الموضع الوحيد الذي يمكن أن نجد فيه «اللحظة المواتية» التي تفرض علينا أن نغتنمها ونحسم فيها موقفنا واختيارنا، ولا ندعها تفلت منا لأنها قد تفلت إلى الأبد فنتحسر عليها إلى الأبد. وكل لحظة يعيشها الإنسان تحت الشعار المعروف «استمتع بيومك
Carpe diem » هي في الواقع لحظة أو «آن» يتسم ب «اللاتملك»، ويمكن أن تكون هي موضع التوسط «الجدلي» نحو «الأمام» وبخاصة في فترات التحول الحاسمة، هذه الفترات التي نشعر فيها بأن الأمور لا يمكن أن تستمر على الصورة المعتادة، كما نحس أن الحالة الحاضرة تؤذن بحالة أخرى قادمة، وأن الوجود الآني هو المعبر إلى هذه الحالة التي تنقلنا إلى الأمام.
86 (6) الجديد
Novum
أما «الجديد» فهو المضمون المتجدد على الدوام للمستقبل من خلال الإمكان الواقعي، وهو ما يوجد في الوعي ثم ينتزعه الإنسان من المستقبل بإرادته وبما يريد أن يكون، أي «من خلال اتحاد الشجاعة والمعرفة، فالمستقبل لا يأتي بنفسه للإنسان ولا يهبط عليه هبوط القدر.»
صفحه نامشخص