وماذا عن كره الوردي؟ لا أحد ذو شخصية سليمة ومثيرة للإعجاب يمكن أن يتضايق من لون غير مؤذ مثل اللون الوردي! إن هذا الكره يمكن أن يدل على الضيق إن لم يكن الغضب من الأشخاص المدللين والمترفين والأثرياء، وأصحاب الثقافة الرفيعة، والمغرورين. (7-3) البرتقالي
البرتقالي لون اجتماعي، ومبهج، وفاقع، ودافئ مقارنة باللون الأحمر الساخن. إنه يمثل الشخصية الأيرلندية (البرتقالي موجود في العلم الأيرلندي)، فهم أشخاص يتسمون بمرح رائع يحسدون عليه، وبقدرة فريدة على التعامل مع أي شخص، غني أو فقير، ذكي أو غبي، من طبقة عليا أو من طبقة دنيا. أصحاب الشخصية البرتقالية يتسمون بالمودة، والابتسامة الحاضرة، وسرعة البديهة، وبالفصاحة، إن لم يكن عمق الكلام. وتتسم هذه الشخصيات بأنها حلوة المعشر واجتماعية، ولا تحب البقاء بمفردها. وقد أشرت في مواقف نادرة إلى أن الشخصية البرتقالية ربما تظل من دون زواج. وإذا كنت مخطئا في هذا الصدد أكثر من كوني مصيبا، فقد حظيت في مرات قليلة بهذا الاعتراف المدهش؛ حيث أفصح عنه لي العزاب والعوانس بأنفسهم، أو أخبرني أصدقاؤهم بذلك نيابة عنهم.
البرتقالي لون مكروه في كثير من الأحيان؛ فيوجد أشخاص لا «يطيقون» الأشخاص المتملقين اجتماعيا، والسياسيين، والوعاظ، والمبالغين في التودد، ومرددي الأقوال المأثورة والقصائد المبتذلة. الحياة عمل جاد. وفي كثير من الأحيان يتضح أن كاره البرتقالي كان شخصا متقلب الرأي بذل مجهودا اتسم بقوة الإرادة للإقلاع عن الأساليب السطحية، واستبدالها بمزيد من الانتباه والاجتهاد. (7-4) الأصفر
يهتم هذا اللون بالأمور العقلية والروحية، ويختاره كل من أصحاب العقول النجيبة والأذكياء، ويختاره أيضا المتأخرون عقليا (ولا أقصد المزاح). كتبت مارجريت إيمري عن المضطربين عقليا واستنتجت أن: «كل المرضى، تقريبا بلا استثناء، الذين تخلفوا، أو فشلوا في إحراز تقدم عن مستوى طفولي واضح يختارون اللون الأصفر.» من الناحية الجيدة، فإن الأصفر يفضله في الغالب الأشخاص أصحاب الذكاء فوق المتوسط. وهو بالطبع مرتبط بالفلسفات الشرقية. والشخصية الصفراء تحب الابتكار والحداثة والحكمة. ويميل هذا النوع من الشخصيات إلى التأمل العميق لذاته، والقدرة على التمييز بين الغث والسمين، ويتعاملون بقدرات عقلية عالية وجادة مع العالم ومن فيه من أشخاص موهوبين.
والأصفر في العالم الغربي يرمز إلى الجبن والهوى والاضطهاد. والبعض قد يبغض هذا اللون لهذا السبب المشروع. وقد يروق هذا اللون للمضطربين عقليا، وللأشخاص الذين يمقتون، سواء عن وعي أو دون وعي، كل ما هو مرتبط بالفكر أو بالتعقيد. وقد يكون ذلك مجرد دفاع عن افتقار الشخص للاتزان العقلي. (7-5) الأخضر المصفر
لم أفسح بعد مجالا كبيرا في كتبي لمناقشة هذا اللون؛ لأنه اختيار نادرا ما يخبرني به الأشخاص. ومن الحالات القليلة التي صادفتها في تجربتي أستنتج أن شخصية الأخضر المصفر شخصية لماحة، تعيش منطوية على ذاتها، لكنها تمقت أن ينظر لها الناس على أنها منعزلة. ويرغب هذا الشخص في أن يحظى بإعجاب الآخرين بصفاته الذهنية والسلوكية الجيدة، لكنه يجد صعوبة في مقابلة الناس بسبب خجله الفطري وشعوره بالارتباك في حضرة الآخرين.
وقد يشير كره الأخضر المصفر إلى التحيز العرقي والاجتماعي، وازدراء الناس بسبب دينهم، أو لونهم، أو جنسيتهم. (7-6) الأخضر
الأخضر هو - على الأرجح - اللون الأكثر أمريكية بين الألوان. إنه رمز الطبيعة والتوازن والاعتيادية. إن الأشخاص الذين يفضلون اللون الأخضر يكونون دائما في الغالب متكيفين جيدا من الناحية الاجتماعية، ومتحضرين، وتقليديين. إنهم أشخاص ينتمون إلى النوادي، ويشتركون في الأنشطة المدنية مثل: الجولف، وأوراق اللعب، والمسرح. إنهم شخصيات يفضلون الضواحي، بينما تفضل الشخصيات البرتقالية المدن. وربما تعد تعبيرا عن الشخصية الفموية التي وصفها فرويد؛ فهذه الشخصيات الخضراء منشغلة باستمرار، وتستمتع بالأشياء الجميلة في الحياة، كما يتسمون في الغالب تقريبا بزيادة الوزن. إنهم مواطنو العالم الذين يعتمد عليهم، ويتسمون بالسلوكيات الودية، وليسوا عفويين مثل الشخصيات الحمراء، ولا منسحبين مثل الشخصيات الزرقاء.
وقد صادفت في بعض الأحيان شخصيات تكره اللون الأخضر. وقد يشير هذا إلى قدر من الاضطراب الذهني. وقد يقاوم نمط الشخصية الخضراء السلبية المشاركة الاجتماعية، ويغضب من محبي اللون الأخضر، ومن ناحية أخرى يفتقر إلى التوازن الذي يمثله الأخضر. إن مثل هذا الشخص يعيش حياة معقدة ومنعزلة في الغالب، أو قد يكره اللون الأخضر بسبب صفاته الواقعية وتقليدية الأشخاص الذين يفضلون ذلك اللون. (7-7) الأخضر المزرق
كان اكتشاف تفضيل بعض الأشخاص للون الأخضر المزرق من أكثر الاكتشافات إثارة بالنسبة لي؛ فقد كان يوجد أشخاص يقولون على نحو قاطع - إلى حد كبير - أنهم لا يحبون الأزرق ولا الأخضر، لكنهم يحبون «الأخضر المزرق». وسرعان ما ربط هذا النوع بالنرجسية أو حب الذات الذي وصفه فرويد. وهنا يوجد في الغالب أشخاص معقدون، ويميلون إلى التمييز، ويتسمون بالذوق الرفيع، وأناقة الملبس، والتركيز على الذات على نحو جذاب، والحساسية، والتحضر. لقد أصبحت دلالة ذلك واضحة إلى حد كبير؛ فعندما كانوا أطفالا منبسطين موجهين اهتماماتهم خارجيا أحبوا الألوان البسيطة مثل الأزرق أو الأخضر دون تحفظ. وكشف التدقيق الشديد على الألوان وتنويعات الألوان عن طبيعة صعبة الإرضاء. وعندما أصبحوا ناضجين ومغرورين ومختالين، أصبح من الممكن استنتاج سمات واضحة معينة متعلقة بشخصيات الأخضر المزرق. وعلى الأرجح أنهم كانوا باردين جنسيا (وهذا يتفق مع النرجسية)، ومطلقين على الأرجح (وهذا يحدث غالبا مع الأشخاص الشديدي التدقيق والتكلف). ولدي تاريخ أكثر من معقول - إلى حد كبير - يشهد بصدقي في هذا الحكم.
صفحه نامشخص