التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية
التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية
ناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
ژانرها
البعل"١، وقال النعمان بن المنذر في رسالته إلى كسرى: "وقد أوفدت أيّها الملك رهطًا من العرب لهم فضل في أحسابهم وآدابهم"٢.
وفي العصر الإسلامي أخذت كلمة "الأدب" معنى إضافيًّا جديدًا يجمع بين التهذيب الأخلاقي والتعليم والتربية الخلقية والعلمية والسلوكية، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: "أدَّبني ربي فأحسن تأديبي"، وقال أيضًا: "إلزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم"، وفي الأثر عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ﵁ قال: "طفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار"، وقال أيضًا لابن عباس ﵁: "هل تروي لشاعر الشعراء، قال: ومن هو؟ قال: الذي يقول:
ولو أن حمدًا يخلد الناس أخلدوا ... ولكن حمد الناس ليس بمخلد
قلت: ذاك زهير، قال: فذلك شاعر الشعراء، قلت: وبم؟ قال: لأنه لا يعاظل في الكلام، وكان يتجنب وحشي الشعر، ولم يمدح أحدًا إلا بما فيه"؛ والشعر فن فنون الأدب عندهم، وقال عن لامية العرب للشنفري ﵁: "علموا أولادكم لامية العرب، فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق"٣.
وترددت كلمة "الأدب" كثيرًا في العصر الأموي بمعنى التعليم، وتحصيل العلم، قال معاوية ﵁: "اجعلوا الشعر أكبر همكم وأكثر
_________
١ الأمالي: للقالي ٢/ ١٠٤.
٢ العقد الفريد: ابن عبد ربه ١/ ١٦٩.
٣ الأغاني: الأصفهاني ١٠/ ٢٨٩.
1 / 31