70

التباريح في صلاة التراويح

التباريح في صلاة التراويح

ناشر

مركز النخب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

محل انتشار

مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.

ژانرها

أحبَّ أن يُذكَر لم يُذكَر، ومن كَرِه أن يُذكَر ذُكِر» (^١)، فاحذر هذه الشائبة، وعالج النية؛ فإنها سر العبودية، وهي من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد، فالزم حبل الإخلاص، وتعاهد نفسك. قال ابن القيم ﵀: «العمل بلا إخلاص ولا اقتداءٍ كمسافر يملأ جِرابَه رملًا يثقلُه، ولا ينفعُه» (^٢). ولئن كان تَحرِّي الإخلاص واجبًا في كل شيء؛ فإن حمل النفس عليه في هذا الباب أوجب وآكد. ومتى ما آنست من نفسك تَحقُّق الإخلاص، وخُيِّل إليك أنك مخلص، فاعلم أن إخلاصك يحتاج إلى إخلاص، وإذا ظن الإنسان هذا من نفسه فهو أبعد ما يكون عنه، وإذا لم يَرَ في نفسه شيئًا من ذلك وكان مُتَّهِمًا لنفسه فهو إلى توفيق الله أقرب. وقد عاش السلف وماتوا وهم يَشْكون عُسر الإخلاص، وتقلُّب النية، قال سفيان الثوري ﵀: «ما عالجت شيئًا أشدَّ عليَّ من نِيَّتي، إنها تَقَلَّبُ عليَّ» (^٣).

(^١) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٨/ ٨٨). (^٢) الفوائد ص (٤٩). (^٣) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٧/ ٦٢)، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (١/ ٣١٧).

1 / 74