القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا) [مريم: ٩]، والإنسان اسم لروح الإنسان وبدنه، وخطاب الله لزكريا لروحه وبدنه.
يقول ابن تيمية: " الإنسان عبارة عن البدن والروح معًا، بل هو بالروح أخص منه بالبدن، وإنما البدن مطية للروح، كما قال أبو الدرداء: إنما بدني مطيتي، فإن رفقت بها بلغتني، وإن لم أرفق بها لم تبلغني، وقد رواه ابن منده وغيره عن ابن عباس، قال: لا تزال الخصومة يوم القيامة بين الخلق حتى تختصم الروح والبدن، فتقول الروح للبدن: أنت عملت السيئات، فيقول البدن للروح: أنت أمرتني، فيبعث الله ملكًا يقضي بينهما فيقول: إنما مثلكما كمثل مقعد وأعمى دخلا بستانًا، فرأى المقعد فيه ثمرًا معلقًا، فقال للأعمى: إني أرى ثمرًا ولكن لا أستطيع النهوض إليه، وقال الأعمى: لكني أستطيع النهوض إليه، ولكني لا أراه، فقال المقعد: تعال فاحملني حتى أقطفه، فحمله وجعل يأمره فيسير به إلى حيث يشاء فقطع الثمرة، قال المَلَكُ: فعلى أيهما العقوبة؟ قالا: عليهما جميعًا، قال: فكذلك أنتما " (١) .
٣- ذكرنا في بحثنا هذا كثيرًا من النصوص عن النبي ﷺ أن الأرواح تقبض، وتوضع في كفن وحنوط تأتي بهما الملائكة، ويصعد بها، وتنعم وتعذب، وتمسك في النوم، وترسل، وكل هذا شأن المخلوق المحدث.
٤- لو لم تكن مخلوقة مربوبة لما أقرت بالربوبية، وقد قال الله للأرواح حين أخذ الميثاق على العباد، وهم في عالم الذرّ، ألست بربكم؟ قالوا: بلى، وذلك ما قرره الحق في قوله: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى ...) [الأعراف: ١٧٢]، وما دام هو ربهم فإنهم مربوبون مخلوقون.
_________
(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (٤/٢٢٢) .
1 / 95