القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
من الشبهات، وغير ذلك من الكائنات التي يبصر الرسول ﷺ أمته بالتصرف الأمثل حيالها.
٥- قد تمر بالمسلمين وقائع في مقبل الأيام تحتاج إلى بيان الحكم الشرعي فيها، ولو ترك المسلمون إلى اجتهادهم - فإنهم يقد يختلفون، وقد لا يهتدون إلى الصواب، بل قد يكون بيان الحكم الشرعي في تلك الأحداث واجب لا بدَّ منه، وعدم البيان يكون نقصًا تنزه الشريعة عنه. فمن ذلك أن الرسول ﷺ أخبر أن الدجال يمكن في الأرض أربعين يومًا، يوم من أيامه كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وبقية أيامه كأيامنا، وقد سأل الصحابة الرسول ﷺ عن تلك الأيام الطويلة أتكفي في الواحد منها صلاة يوم، قال الرسول ﷺ: لا، اقدروا له قدره، ولو وكل العباد إلى اجتهادهم لاقتصروا على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غير هذه الأيام. وأخبر الرسول ﷺ أن عيسى بعد نزوله لا يقبل الجزية من اليهود والنصارى، ولا يقبل منهم إلا الإيمان، وهذا البيان من الرسول ﷺ ضروري، لأن عيسى يحكم بهذا الشرع، وهذا الشرع فيه قبول الجزية ممن بذلها إلى حين نزول عيسى ابن مريم وحين ذاك توضع الجزية، ويقتل كل من رفض الإيمان، ولو بذل الجزية.
٦- التطلع إلى ما يحدث في المستقبل أمر فطري فالإنسان يجد في نفسه رغبة شديدة إلى معرفة الوقائع والكائنات التي قد تحدث للجنس الإنساني، أو تحدث للأمة التي هو منها، أو قد تحدث له، ولذلك فإن الزعماء والرؤساء، بل والأفراد يلجؤون في معرفة ذلك إلى السحرة والكهان والمنجمين، فجاءهم الله بالحق الذي يغني ويكفي ويشفي في هذا الجانب.
وقد تعرض ابن خلدون لهذه الفائدة في مقدمة تاريخه، فقال:
1 / 132