القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية
القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية
ناشر
دار الفكر
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
محل انتشار
دمشق
ژانرها
وهكذا فإنّه يمكن القول إن الرسول ﷺ أول شيخ إقراء، تلقى الوجوه جميعا عن جبريل، عن ربّ العزّة ﷻ وتباركت آلاؤه، وهو ﷺ أقرأها كما تلقّاها.
وغني عن القول أن أي خلاف كان ينشأ في مسألة من مسائل القراءة كان يحسم مباشرة على وفق تصويب النّبي ﷺ لأحد الوجهين، أو إقراره لهما جميعا.
المبحث الثاني القرّاء من الصحابة الكرام
لم يكن للصحب الكرام اشتغال بشيء أولى من اشتغالهم بالقرآن الكريم، ولذلك كثر فيهم القرّاء والحفّاظ، ولكن لم يكن أولئك القرّاء بالضرورة على وفق المناهج التي اختارها القرّاء فيما بعد من التّخصص، والجمع بين الوجوه، واستقرائها، وإنما كان محض عبادة يؤدونها على حسب ما سمعوه من النّبي ﷺ، وكان على علماء التابعين أن يتعقّبوا هؤلاء الأئمة القرّاء ليتخيروا قراءاتهم وفق اختياراتهم ومناهجهم.
ونقوم هنا بالتعريف ببعض أئمة القرّاء من الصحابة الكرام بإيجاز، وهم:
١ - أبو بكر الصّدّيق ﵁ (٥١ ق. هـ- ١٣ هـ):
عبد الله بن عثمان بن عامر بن غالب بن فهر، صاحب رسول الله ﷺ في الغار، وخليفة المسلمين الأول. استمرت خلافته سنتين وأربعة أشهر تقريبا، وهو من حفّاظ القرآن كما نصّ عليه الإمام أبو الحسن الأشعري، وهو أول من آمن برسول الله ﷺ من الرّجال. وهو أقرأ الأصحاب بدلالة إمامته للمسلمين؛ والرسول الكريم- ﷺ يقول: «يوم القوم أقرؤهم للقرآن» (١).
٢ - عمر بن الخطاب ﵁ (٤٠ ق. هـ- ٢٣ هـ):
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن غالب بن فهر، القرشيّ، العدويّ، أبو حفص، أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين. استمرت خلافته عشر سنين ونصف تقريبا، صاحب الفتوح، ويضرب به المثل في العدل.
_________
(١) رواه الإمام أحمد عن أنس بن مالك ٣/ ١٠٢.
1 / 42