المشترك اللفظي في الحقل القرآني

Abdul Aal Salem Makram d. 1429 AH
11

المشترك اللفظي في الحقل القرآني

المشترك اللفظي في الحقل القرآني

ناشر

موسسة الرسالة

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤١٧

محل انتشار

بيروت

ژانرها

ويؤيد الدكتور إبراهيم أنيس رأيه بأن القرآن الكريم لم يقع فيه المشترك اللفظيّ إلّا قليلا جدا، ونادرا، فيقول: ويندر أن تصادفنا كلمة مثل «أمة» التي استعملت في القرآن الكريم بمعنى: «جماعة من الناس»، وبمعنى «الحين في قوله تعالى: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ (١)، وبمعنى «الدين» في قوله تعالى: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ. (٢) مناقشة هذا الرأي: إن ما ذكره أستاذنا يختلف كل الاختلاف عما ذكره الأقدمون والمتأخرون في أنّ المشترك اللفظيّ وقع في القرآن الكريم بكثرة سواء كانت المعاني الدلاليّة للفظة الواحدة متقاربة أو متباعدة. وهناك من الآثار والأخبار ما لا يتّفق مع ما ذكره أستاذنا الفاضل، فقد قال مقاتل بن سليمان في صدر كتابه، المصنّف في هذا المعنى حديثا مرفوعا، وهو: «لا يكون الرجل فقيها كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة» (٣) وقد فسّر بعضهم هذا الحديث المرفوع بأن المراد أن يرى اللفظ الواحد يحتمل معاني متعدّدة، فيحمله عليها إذا كانت غير متضادّة ولا يقتصر به على معنى واحد. وقصة علي كرم الله وجهه- معروفة في التاريخ الإسلامي، فحينما

(١) يوسف: ٤٥. (٢) الزخرف: ٢٣. (٣) معترك القرآن: ١/ ٥١٤، ٥١٥.

1 / 16