خدا، جهان و انسان: نگاهی به تاریخ اندیشههای دینی
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
ژانرها
ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى (الأحقاف: 3).
وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى (لقمان: 29).
وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت (الجاثية: 22). ضمن هذه الخطة المتكاملة التي تجمع الجبرية في صيرورة التاريخ والحرية في نشاط الإنسان وخياراته لا يلعب الشيطان إلا دورا ثانويا؛ لأنه لا سلطان له إلا على الذين كفروا:
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (الإسراء: 65). إن الإنسان هو معنى العالم وغايته وإليه أوكل الرحمن خلافته في السيادة على الأرض ومخلوقاتها، وعليه خلال مرحلة التمازج أن يثبت جدارته بهذه الأمانة ويصل بها إلى غايتها، وهي تنقية النفس من شوائب الشر ليكون أهلا للدخول في الأبدية. في خضم هذا الامتحان الكبير سوف يقف الله إلى جانب البشر في صراعهم مع نوازعهم الشريرة ومع الشيطان ويحارب الباطل بالحق:
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق (الأنبياء: 18). وتتجلى عنايته بالبشر في إرساله الرسل لكي يجنبهم مهاوي الشيطان.
خلال هذا الهزيع الأخير من التاريخ ترجح كفة الخير وتضعف قوة الشيطان، وهذه المرحلة التي تشهد في آخرها هزيمة الشيطان تبتدئ مع البعثة المحمدية؛ فقد بينت الرسالة المحمدية للناس كافة وللمرة الأخيرة الحد الواضح بين الهدى والضلالة، وما زال هنالك وقت للاختيار إلى أن يأتي يوم الفصل الذي يدعى بأسماء متعددة في القرآن الكريم، ولا تكاد تخلو سورة منه من عدة آيات تذكر الناس به؛ فهو الغاشية، والقارعة، والآزفة، واليوم الموعود، ويوم الوعيد، واليوم الآخر، والموعد، والميقات، وغيرها. وهذا اليوم هو تجسيد لعدالة الله، وكل تعاليم القرآن تصب في النهاية في تعليم أخروي واحد يؤكد على القيامة العامة للموتى وما يتلوها من حساب، وثواب وعقاب؛ فبعد سلسلة من الكوارث الطبيعانية التي تزعزع الأرض وتشقق السماء وتبعثر النجوم وتفيض بالبحار، يموت كل الأحياء على وجه الأرض وينضمون إلى من مات منذ بدء الخليقة، ثم يبعث الجميع وتعود إليهم الأرواح ويذهبون إلى مكان الحشر. عند ذلك ينزل الله من السماء آتيا على السحاب:
هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور (البقرة: 210).
وانشقت السماء فهي يومئذ واهية * والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية (الحاقة: 16-17).
كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا (الفجر: 21-22)؛ عندئذ تفتح صحف الأعمال ويأتي الجميع إلى مكان الحساب حيث توزن أعمالهم. والنص هنا يتعامل مع هذا المشهد بكثير من الإيجاز والاختصار:
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة (الأنبياء: 27).
صفحه نامشخص