خدا، جهان و انسان: نگاهی به تاریخ اندیشههای دینی
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
ژانرها
ولكن التاريخ في النمط الدوري لا ينتهي أيضا، فلماذا نميزه عن التاريخ المفتوح ونتحدث عن نمطين مختلفين؟ (ج):
هما نمطان مختلفان كل الاختلاف لأن التاريخ المفتوح لا يكرر نفسه، أما التاريخ الدوري فيكرر نفسه في دورات متتابعة، ونجد نموذجه الأوضح في الديانة الهندوسية. (س):
هل يقع التاريخ الدينامي إذن في نقطة الوسط بين التاريخ المفتوح والتاريخ الدوري؟ (ج):
التاريخ الدينامي نسيج وحده ولا يشبه في شيء النمطين الأخيرين؛ فهو كما أسلفت يتحرك بين الخلق الأول واليوم الأخير الذي ينتهي عنده الزمن الدنيوي، ويدخل الوجود بأكمله في زمن آخر هو الأبدية. (س):
وما الذي يدفع حركة التاريخ الدينامي في هذا الاتجاه الحتمي؟ (ج):
عندما توصل الفكر الإنساني إلى مفهوم التوحيد الذي عزا إلى الله كل الكمالات التي تنتهي جميعا إلى كمال الخير المطلق، كان في الوقت نفسه يتأمل في هذا العالم الناقص حيث يتخلل الشر نظام الطبيعة ونظام المجتمع وضمائر النفوس الواعية، ويحاول التوفيق بين كمال الله وخيره وما يراه من شر في بنية خلقه؛ فعلى المستوى الطبيعاني هنالك شرور متأصلة في صلب عمليات الطبيعة والبيولوجيا؛ مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات والحرائق، ومثل الألم والمرض والشيخوخة والموت. وعلى المستوى الاجتماعي هناك شرور ناجمة عن الإرادة الإنسانية؛ مثل السرقة والعنف والاغتصاب والتسلط والظلم. هذه المقابلة بين كمال الله ونقص العالم، جعلت الفكر التوحيدي يتحول بشكل أوتوماتيكي إلى مفهوم الشيطان الكوني. وهذا الشيطان ليس كائنا شريرا مثل بعض الآلهة الوثنية التي اتصفت بالشر ومارست أفعالا شريرة، ولكنه مبدأ الشر ومنبعه على كل صعيد. وعلى الرغم من أنه ليس إلها إلا أنه يتصرف مثل إله وينشط في استقلال عن الله، وينتمي من حيث الأصل إلى المجال القدسي لا إلى المجال الدنيوي. (س):
هل نستطيع القول إذن إن الشيطان ضرورة توحيدية؟ (ج):
بكل تأكيد؛ لأن مفهوم التوحيد لن يستقيم بدون الشيطان الذي يحمل مسئولية وجود النقص والشر في خلق الله؛ ولذلك فإن ميثولوجيا التكوين في كل عقيدة توحيدية تعطي حيزا لأسطورة ظهور الشيطان، وهذه الأساطير على اختلافها في التفاصيل إلا أنها تتفق على أنه من أصل سماوي خلقه الله مع ما خلق من الكائنات القدسية قبل اكتمال عملية التكوين وظهور الكون المنظم والإنسان. (س):
وكيف ساعد مفهوم الشيطان الكوني على تكوين نمط التاريخ الدينامي؟ (ج):
إن الكامل لا يصدر عنه إلا كل شيء كامل؛ ولذلك فلقد جاء الكون الذي خلقه الله في أكمل صيغة ممكنة وكذلك الإنسان:
صفحه نامشخص