خدا، جهان و انسان: نگاهی به تاریخ اندیشههای دینی
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
ژانرها
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب (الحديد: 22).
وفي الثقافة الصينية نجد مثل هذه الفكرة في كتاب التغيرات (آي تشينغ)؛ فإضافة إلى مفهوم التغير الدائم الذي يجري على خلفية ثابتة، هنالك مفهوم شبيه بمفهوم عالم المثل عند أفلاطون؛ فكل حادث في المستوى المرئي للعالم يحصل بتأثير صورة أو فكرة في المستوى غير المرئي؛ وعليه فإن كل ما يجري على الأرض هو نسخة لاحقة زمنيا عن أمر جرى في مستوى يقع خارج إدراكنا الحسي. والحكيم الذي يكون متواصلا مع المستوى الخفي للوجود يتاح له الاطلاع على تلك الصور والأفكار من خلال حدسه المباشر، ويصبح في وضع يسمح له بالتدخل في الأحداث الجارية في العالم.
ومن ناحية أخرى، فقد اعتقد الفلاسفة الصينيون بالقدر الذي عبرت عنه اللغة الصينية بكلمة «مينغ» وهو الشيء الذي لا يستطيع الإنسان السيطرة عليه أو تغييره. وقد عالج كونفوشيوس موضوع القدر ولا سيما في كتاب «المحاورات» وأشار إليه بصيغة «تيان مينغ» أي القضاء السماوي. ومن أقواله فيه: «إن الحياة والموت يعتمدان على السماء؛ ولذلك ما علينا سوى أن نعمد إلى تقويم أنفسنا ونترك القدر يأخذ مجراه.»
هذا جوابي على سؤالك المتعلق بأسطورة أوديب اليونانية، ولكن يتوجب علي القول طالما أنك أثرت مسألة الميثولوجيا اليونانية، بأن كثيرا من القصص المتوارثة عن الثقافة اليونانية والتي يضعها الباحثون في الميثولوجيا اليوم في زمرة الأساطير ليست في واقع الحال كذلك. (س):
هل في ذهنك بعض الأمثلة على مثل هذه القصص؟ (ج):
تلك الحكايا التي تدور حول الأبطال الخرافيين؛ مثل: بيرسيوس، وجيسون، وتيسيوس؛ فلقد قام بيرسيوس مثلا بقتل المرأة الأفعى ميدوزا التي تحول الرجال بنظرتها إلى حجارة، ثم قام برحلة إلى إثيوبيا حيث أنقذ العذراء إندروميدا المقيدة أمام تنين هائل قربانا له، وأعمال بطولية أخرى من هذا القبيل. مثل هذه القصص ينبغي لنا تصنيفها في زمرة الحكايات الخرافية، ونموذجها في الأدب الشعبي العربي قصة سيف بن ذي يزن والأميرة ذات الهمة. (س):
لنكن الآن أكثر تخصيصا وتحديدا فيما يتعلق بالطريقة التي تعمل بها الأسطورة على خدمة الدين. (ج):
تنشأ الأسطورة عن المعتقد الديني وتكون بمثابة امتداد طبيعي له؛ فهي تعمل على توضيحه وإغنائه، وتزوده بذلك الجانب الخيالي الذي يربطه إلى العواطف والانفعالات الإنسانية، كما تعمل على تزويد فكرة الألوهة بألوان وظلال حية؛ لأنها ترسم للآلهة صورهم وشخصياتهم، وتعطيهم الصفات والأسماء والألقاب، وتكتب لكل منهم تاريخه وسيرته الذاتية، وتحدد علاقات بعضهم ببعض.
إن الخبرة الدينية ليست من حيث الأساس خبرة عقلية بقدر ما هي خبرة عاطفية انفعالية؛ ولذلك فإنها لا تتطلب البرهان ولا تتطلع إليه، وإنما تتطلب معادلا موضوعيا يعكسها إلى الخارج من خلال ميثولوجيا تجعل التجربة الدينية مشتركة مع الآخرين. وهنا تعمد الأسطورة إلى استنفاد القوى السحرية للغة من أجل التعبير عن خبرة كلانية بالقدسي لا تنفع في توصيلها مفردات اللغة المستمدة من التجربة اليومية. وهذا ما يفسر لنا لماذا لم يعمد كهان الديانات القديمة وأصحاب الرسالات الدينية إلى مخاطبة الناس بصيغة البرهان وإنما بصيغة البيان. إن الاستماع إلى بضع آيات من كتاب مقدس تغني المؤمن عن قراءة مئات الصفحات التي تخاطب عقله بالمنطق والبرهان، ومن هنا تأتي تلك المناعة التي أظهرها الدين حتى الآن أمام النقد رغم لامعقولية تعبيراته الرمزية. (س):
هل تلعب الأسطورة الدور نفسه في الأديان التوحيدية؟ (ج):
صفحه نامشخص