250

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

ناشر

دار القلم

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

محل انتشار

بيروت - لبنان

ژانرها

قال القاسمي: " أي ألهمنا الطريق الهادي، وأرشدنا إليه، ووفقنا له" (١). قال الخطيب المكي: أي: " نور قلوبنا بهدايتك الربانية لنعرف السبل الموصلة إليك، فأنت وحدك الذي تنعم بالهداية وتوفق من أردت إلى اتباع أوامرك الإلهية" (٢). قال البيضاوي: " بيان للمعونة المطلوبة فكأنه قال: كيف أعينكم فقالوا اهْدِنَا. أو إفراد لما هو المقصود الأعظم" (٣). قال الطبري: " وإنما وصفه الله بالاستقامة، لأنه صواب لا خطأ فيه" (٤). قال ابن عثيمين: " والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ تسأل الله تعالى علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا" (٥). قال الراغب: "الهداية: دلالة بلطف" (٦). وفي الصحاح: الهداية بمعنى الارشاد والدلالة (٧)، ويقال: هديتُهُ الطريقَ والبيتَ هداية، أي عَرَّفتُه به (٨). و﴿الصراط﴾: هو الطريق السهل (٩)، والسبيل الواضح (١٠). فـ"الطريق: هو كل ما يطرقه طارقٌ، معتادًا كان أو غير معتادٍ، والسبيل من الطُّرق: ما هو مُعتادُ السلوكِ، والصراط من السبيل: ما لا التِواء فِيه ولا اعوِجاج، بل يكون على سبيلِ القَصْدِ، فهو أخصُّ منها" (١١). وفي قوله تعالى: ﴿اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: ٦]، تأويلان (١٢): أحدهما: معناه أرْشُدْنا ودُلَّنَا. قاله علي بن أبي طالب (١٣)، وأبيّ بن كعب (١٤)، والسدي (١٥)، ومقاتل (١٦). والثاني: معناه ألهمنا (وفقنا)، وهذا قول ابن عباس (١٧).

(١) محاسن التأويل: ١/ ٢٣٠. (٢) تفسير الخطيب المكي: ١/ ١٣. (٣) تفسير البيضاوي: ١/ ٣٠. (٤) تفسير الطبري: ١/ ١٧٧. (٥) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٦. (٦) المفردات في غريب القرآن: مادة هدى:، ص ٥٣٨. (٧) الصحاح: مادة: الهُدى:، ج ٦، ص ٢٥٣٣. (٨) المصباح المنير مادة (شَاءَ) و(هَدَى) ١/ ٣٣٤. (٩) والطريق عمومًا لا يقتضي السهولة؛ انظر الفروق اللغوية للعسكري (٢٩٨/ ١)، وقال في القاموس المحيط (ص ٦٧٥): "الصِّراطُ - بالكسر -: الطريقُ، وجِسْرٌ مَمْدُودٌ على متْنِ جَهَنَّمَ". (١٠) لسان العرب (٧/ ٣١٣). (١١) لكليات؛ لأبي البقاء الكفوي (ص ٥١٣). (١٢) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥٨. (١٣) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٨. (١٤) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٨. (١٥) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٩. (١٦) انظر: تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٦، وتفسير الثعلبي: ١/ ١١٩. (١٧) انظر: تفسير الطبري (١٧٣): ص ١/ ١٦٦، وتفسير ابن أبي حاتم (٣١)، و(٣٦): ص ١/ ٣٠.

1 / 257