الجهاد في سبيل الله تعالى
الجهاد في سبيل الله تعالى
ناشر
مطبعة سفير
محل انتشار
الرياض
ژانرها
وقد كان ﷺ أشجع الناس، فعن أنس ﵁ قال: «كان النبي ﷺ أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قِبَلَ الصوت، فاستقبلهم النبي ﷺ وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا»، وهو على فرس لأبي طلحة عُرِيٍّ، ما عليه سرج ...» (١).
٧ - الدعاء وكثرة الذكر:
من أعظم وأقوى عوامل النصر: الاستغاثة بالله، وكثرة ذكره؛ لأنه القوي القادر على هزيمة أعدائه، ونصر أوليائه، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (٢)، وقال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (٣)، وقال ﷿: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ (٤)، وقد أمر الله بالذكر والدعاء عند لقاء العدو، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ﴾ (٥)؛ لأنه سبحانه النصير، فنعم المولى، ونعم
_________
(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، برقم ٦٠٣٣، ومسلم، كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي ﷺ وتقدمه للحرب، برقم ٢٣٠٧.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٦.
(٣) سورة غافر، الآية: ٦٠.
(٤) سورة الأنفال، الآية: ٩.
(٥) سورة الأنفال، الآية: ٤٥.
1 / 63