مستقل١. ويرى الدكتور إبراهيم أنيس أن إحدى الصيغتين متطورة عن الأخرى، وأن (يتفكّهون) الأزدية هي الأصل، لوردها في نص قديم، في قوله تعالى: ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ قال: فقد تطورت في بيئة الإسلام وأصبح نطقها (يتفكّنون) وسمعها رواة اللغة منهم بعد قرنين من ظهور الإسلام٢. وفسر الدكتور ضاحي عبد الباقي التطور المذكور بأن الصيغة التميمية قرئ بها في الشواذ، ومرجع القراءة بها - كما يرى - ضعف سمع المتلقي أو عدم تيقظه عند السماع، فتهيأ له أن القاري نطق (تفكّنون) بالنون، وساعد على ذلك أن سياق الآية احتمل ذلك٣. وهذا توجيه بعيد، قال ابن مالك في مثله: "وهذا التوجيه لو اعترَف به من عُزيت القراءة إليه لدلّ على عدم الضبط، ورداءة التلاوة. ومن هذا شأنه لم يُعتمد على ما يسمع منه، لإمكان عروض أمثال ذلك منه"٤.

١ اللهجات العربية في التراث٢/٤٧٤. ٢ من أسرار اللغة ٧٧. ٣ لغة تميم ١٤١. ٤ شرح الكافية الشافية٤/ ٢٠٢١ - ٢٠٢٢.

٦- إبدال الياء ألفًا: تبدل الياء والواو ألفًا إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما، نحو: سعى ورمى وغزا ويقوى ويحيى وعصا ورحى. وهي القاعدة المعروفة في اللغة العربية ٥.

١ اللهجات العربية في التراث٢/٤٧٤. ٢ من أسرار اللغة ٧٧. ٣ لغة تميم ١٤١. ٤ شرح الكافية الشافية٤/ ٢٠٢١ - ٢٠٢٢. ٥ ينظر: الكتاب ٤/٣٨٣، وشرح الشافية للرضي ٣/١٥٧، وارتشاف الضرب١/٢٩٥.