أما نسبه: فهو السيد العالم الكبير صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل بن محمد وهو العفيف، -وكان العفيف هذا من أعيان العترة كما سيأتي إن شاء الله تعالى- بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى المنصور بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي إلى الحق عليه السلام، وكان هذا السيد من عيون العترة عليهم السلام وأعلامهم وفضلائهم في أوانه، وهو وأهل بيته أهل علم غزير ومصنفات ودواوين أشعار مشهورة، ومراتب عند رؤساء العترة(1) عليهم السلام عالية، فمن مصنفاته كتاب (الفصول اللؤلؤية) في أصول الفقه وهو كتاب جليل القدر جمع فيه أقوال العترة الكرام وبين مذاهبهم في أصول الفقه، وكتاب (الهداية) في الفقه، وهو أيضا كتاب نفيس، وله في علوم الحديث كتاب عظيم وغير ذلك، وكان وقع بينه وبين الناصر صاحب صنعاء في زمانه وحشة، فانتقل السيد [رحمه الله](2) وبعض أهله إلى (صعدة) وتجرع في آخر عمره غصصا كثيرة، بعدما كان في نفسه وأهله في نعم غزيرة، وراحة طويلة، وكان(3) وفاته رحمه الله تعالى في شهر جمادى الآخرة من سنة أربع عشرة وتسعمائة، وعمره حول الثمانين سنة، وقبر(4) في يماني صنعاء رأس خزيمة من جهة المشرق، وهو الموضع المسمى ب(الروثة) يستقبل من فيها ما بين صومعتي جامع صنعاء، ويختار ذلك الموضع للدفن لاختيار القبلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله عين القبلة لمعاذ بن جبل حين أمره بعمارة [مسجد](5) الجامع هكذا ذكروه، وكان والده محمد بن عبد الله من اعيان السادة في زمانه وكبرائهم، وأهل الرئاسة فيهم، له معرفة تامة في جميع العلوم، قرأ على السيد الإمام العلامة فخر الدين عبد الله بن يحيى الحسيني بمسجد نصير وغيره، وتوفي ولده الهادي بن إبراهيم غرة سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة سنة وقبر(1) في تعز عند قبر الإمام إبراهيم بن تاج الدين عليه السلام و[وكان هذا السيد من العلماء الأعيان، قرأ على الإمام شرف الدين عليه السلام و] (2) السيد العلامة أحمد بن علي صاحب قبة مدوم، والسيد العلامة عبد الله بن قاسم العلوي وغيرهم، وتوفي ولده الثاني وهو أحمد بن إبراهيم سنة ست عشرة وتسعمائة سنة ببلاد بني طاهر لأنه كان هو وصنوه الهادي ممن أخرجهم بنو طاهر من صنعاء، وكان أحمد هذا من أعضاد الإمام المنصور بالله محمد بن علي السراجي عليه السلام فأما أخوهما محمد بن إبراهيم فتوفي قبل أبيه ب(صنعاء) أصابه حجر من حجارة المدفع التي جاء بها عامر بن عبد الوهاب على صنعاء.
صفحه ۹