فإني رأيت أن أجمع لي ولإخواني من المؤمنين جملا من سير [الأنبياء](1) المرسلين وغير المرسلين، وذكر طرف من أخبار الصالحين مختصرا، ومن سير الأئمة الهادين وأخبار الماضين، وكنت قد وقفت على كتاب (اللواحق الندية للحدائق الوردية) للفقيه العلامة بدر الدين محمد بن علي الزحيف رحمه الله فوجدته في ذلك كتابا جليلا مفيدا في شرح البسامة موضحا لما أقفله وأشار إليه النسابة العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد رحمه الله خلا أنه لم ينسق فيه ذكر المعارضين، ولا تاريخ دولتهم حينا بعد حين، فالتقطت[منه](2) ما لابد من ذكره في صناعة التاريخ من ذكر النسب والوفاة والزمان، والشيء النزر من الوصف الهادي للحيران(3)، وجعلته كالشرح للبسامة، وأضفت إلى ذلك نبذا من سير المعارضين المتقحمين سبل العدوان والطغيان، ونسقت ذلك على ترتيب قيامهم ودولتهم لما في ذلك من الفائدة العظيمة لأولي النهى، فيميز به الناظر بعين البصيرة بين أئمة الهدى وأئمة الردى، ويعتبر به أولو الألباب في متاع هذه الحياة الدنيا، وأنه لا يغتر به وينافس عليه إلا من رفض نور هدايته، وتخبط في مهاوي ظلم غوايته، وأنه كما وصف الله سبحانه وتعالى:{إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}[يونس:24] فأرجو إن شاء الله تعالى أن يكون لي وإن كان الفضل للمتقدم سببا في إحراز نصيب من الأجر يرتجى في تخفيف ما قد أبهض الظهر من ثقل الأوزار وعبئ الآصار، وما أطلقته فيه من سيرة أئمة الهدى فهو من الشرح المذكور ومن (الشافي) غالبا، ومن سيرهم التي وقفت عليها، وما أطلقته في سيرة أئمة الردى فهو من (المروج) لأبي لحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي غالبا، وقد انقل من غيرهما في الفريقين وأعزوه في الأغلب إلى أصله لتكون العهدة على صاحبه، ولم آل جهدا في تحري الصحة من أمهاته، وإن كان الإختلاف في ذلك كالأمر الملجئ إليه فيأخذ العاقل ما اتضح له ويقف عما التبس عليه، وسميته اللآلي المضيئة الملتقطه من اللواحق الندية في أخبار أئمة الزيدية ومعتضدي العترة الزكية ومن عارضهم من متغلبي الفرق الغوية، ونكت من أخبار ملوك الجاهلية، وغيرهم ممن عرض ذكره من سائر البرية.
صفحه ۵