اللآلئ المضیئه - الجزء الاول
الجزء الأول
ژانرها
قال ابن أبي الحديد: قد تواترت الأخبار عن علي عليه السلام بالتجرم الكثير على المشائخ نحو قوله: وقال قائل إنك يابن أبي طالب على هذا الأمر لحريص، فقلت له(1): أنتم والله أحرص مني وأبعد، وأنا أخص وأقرب، وإنما طلبت حقا لي وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه، فلما قرعته بالحجة عن ملآ(2) من الحاضرين بهت لا يدري ما يجيبني، اللهم إني أستعدبك(3) على (قريش) فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، واجمعوا على منازعتي فيما هو لي، ومن تجرماته: اللهم أخز قريشا فإنها منعتني حقي، وغصبتني إرثي.
ومن ذلك قوله: فجرت قريشا عني الحواري فإنهم ظلموني حقي، واغتصبوني سلطان ابن أمي.
وقوله وقد سمع صارخا ينادي: يا مظلوم، فقال: هلم فلنفرح معا، فإني ما زلت مظلوما صغيرا وكبيرا.
فقيل له: قد علمنا ظلمك في كبرك، فما ظلمك في صغرك؟.
فقال: إن أخي عقيلا كان في عينيه وجع، فإذا أرادت الأم أن تذر في عينيه امتنع وقال: ابدأو بعلي أولا، فكان يذر في عيني من غير وجع.
قال ابن أبي الحديد: وأصحابنا (يعني المعتزلة) يحملون هذا الكلام على ادعائه الأمر بالأفضلية، قال: وهو الحق والصواب، قال: ولكن الإمامية وبعض الزيدية حملوا هذه الأقوال على ظواهرها، وارتكبوا بها مركبا صعبا(4)، قال: ولعمري أنها موهمة مغلبة عل الظن صحة(5) ما يقوله القوم، لكن تصفح الأحوال يبطل ذلك الظن.
صفحه ۳۶۶