348

اللآلئ المضیئه - الجزء الاول

الجزء الأول

ژانرها

فقه شیعه

ومن مسند بن حنبل بإسناده إلى أبي رافع عن أبيه عن أمه سلمى قالت: اشتكت فاطمة عليها السلام [بن رسول](1) فمرضتها فأصبحت يوما كأمثل ما كانت، فخرج علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت فاطمة يا أمتاه أسكبي [لي](2) ماء غسلا، فقامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم قالت: هاتي ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثم جاءت إلى البيت الذي كانت فيه فقالت: قدمي الفراش إلى وسط البيت، فاضطجعت واستقبلت القبلة، فقالت: يا أمتاه إني مقبوضة الآن، وإني قد اغتسلت فلا يكشفني أحد، وقبضت مكانها، فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأخبرته فقال: لا والله لاكشفها أحد ثم حملها بغسلها ذلك فدفنها وهذا من فضائلها عليها السلام.

قال بعض أهل السير: أن معاوية بعد موت الحسن بن علي -عليهما السلام- أقطع مروان ثلث (فدك) فلم يزل على ذلك حتى خلصت له كلها بعد خلافته، وسيأتي ما روى أنه وهبها معاوية كلها لمروان بن الحكم ليغيظ بذلك بني هاشم، فوهبها لابنه عبد العزيز، فوهبها عبد العزيز لابنه عمر، فلما ولي عمر الخلافة كانت أول ظلامة ردها، فدعى الحسن بن الحسن بن علي فردها إليه، فكانت بيد أولاد فاطمة مدة ولايته، فلما ولي يزيد بن عاتكة بنت يزيد بن معاوية.

قلت: وهو يزيد بن عبد الملك قبضها منهم فصارت بأيدي بني مروان كما كانت يتداولونها، فلما ولي السفاح ردها على عبد الله بن الحسن، ثم قبضها أبو جعفر وهو أبو الدوانيق، ثم ردها ابنه المهدي، ثم قبضها ابنه موسى، ثم هارون، فلم تزل في أيديهم حتى ولي المأمون فردها على الفاطميين، فلما ردها قام دعبل بن علي الخزاعي فأنشده الأبيات التي أولها:

صفحه ۳۵۶