عيسى عليه السلام
هو عيسى بن مريم، ولد بعد قيام الإسكندر بثلاثمائة وثلاث وستين سنة، وقيل: ثلاثمائة وتسع عشرة سنة، ولما تمت له ستة أيام ختن على ملة موسى، وسموه أنوشع، وهربت به أمه إلى (مصر) فأقام بها اثنتى عشر سنة ثم رجعت إلى الشام إلى ناصرة من جبل الخليل، وكانت نبوته ثلاث سنين، وتكلم في المهد ثلاث مرات ثم لم يتكلم حتى بلغ حد الكلام، قاله القضاعي، قال: كذا أروي عن أبي هريرة، والله أعلم.
ويقال: إن اليهود طلبته فدلهم عليه أحد الحواريين، وأخذ منهم ثلاثين درهما فألقى الله شبهه على الذي دلهم عليه، وقتل: على غيره من الحواريين.
وقيل: على رجل كان آمن به فأخذوه ومثلوا به وقتلوه وصلبوا عن يمينه وشماله لصين.
وقيل: صلب حتى مات.
وقيل: إن عيسى رفع ليلة القدر من جبل بيت المقدس فلما كان بعد سبع ظهر لأمه، وقال لها: لم يصبني(1) إلا خير، وأمرها أن تأتيه بالحواريين فوصاهم وبثهم في الأرض، ويقال: إن مريم عاشت بعده ست سنين.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((ليهبطن الله عيسى بن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا، يكس الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض(2) المال حتى لا يجد من يأخذه، وليسلكن من الروحا حاجا أو معتمرا)) وكانت بيت المقدس من حين رفع المسيح إلى السماء للروم، فلما بلغ ملكهم ما فعل بالمسيح وجه إليه فأنزل المصلوب وأخذ خشبة فأكرمها، وقتل من بني إسرائيل قتلا كثيرا وأجلاهم عن فلسطين، وبعد عشرين سنة من الوقت الذي رفع فيه المسيح سمي المؤمنون به نصارى وانتشر ذلك، وكان أصل هذه التسمية بأنطاكية، وبعد ذلك بثلاث عشر سنة قتل بطرس وبولس تلميذاه برومية وقتل(3) جميع من وجد في مملكة الروم، ولم يزل ذلك كذلك إلى أن ملك قسطنطين بن هيلانة وذلك بعد رفع المسيح إلى السماء بمائتين وسبعين سنة، وقسطنطين هذا هو الذي بنى (القسطنطنية) وإليه تنسب، وأمر ببناء الكنائس، ومن هناك كان أصل النصرانية في الروم وقسطنطين، كذا قاله القضاعي، والله أعلم.
صفحه ۳۱