اللآلئ المضیئه - الجزء الاول
الجزء الأول
ژانرها
وسببها أن عمرو بن أمية الضمري لما قتل الرجلين من بني عامر كما تقدم ذكره، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله- في جماعة من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما أو يستقرض منهم، فقالوا: نفعل يا أبا القاسم، فجلس صلى الله عليه وآله مستندا إلى بيت، فأرادوا أن يطرحوا عليه حجر من فوق البيت ليقتلوه فجآه الوحي بذلك فنهض - صلى الله عليه وآله وسلم- سريعا كأنه يريد حاجة، ومضى إلى (المدينة) فلما أبطئ لحق به أصحابه فأخبرهم بما هممت به اليهود، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم- لمحمد بن مسلمة: ((اذهب إلى بني النضير فقل لهم: اخرجوا من بلدنا، فإنكم قد نقضتم العهد بما هممتم به من الغدر وقد آجلتهم عشرا فمن رؤي بعدها ضربت عنقه))، فأخذوا يتجهزون ثم أرسلوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وآله- أنا لا نخرج فليصنع ما بدا له ، وكان قد وعدهم عبد الله بن أبي أن يقاتل معهم ، فسار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وحاصرهم، وقاموا إلى جدر حصونهم يرمون بالنبل والحجارة ولم يأتهم ابن أبي، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وآله- بالنخل فقطعت وأحرقت، ثم نزلت اليهود على أن لهم ما حمل الإبل إلا الحلقة، فأجلاهم رسول الله - صلى الله عليه وآله- فذهب بعضهم إلى الشام، ولحق بعضهم بخيبر، وهم: آل حيي بن أخطب، وآل أبي الحقيق.
وقال المسعودي: حصرهم خمسة عشر يوما ثم أجلاهم إلى (فدك) و(خيبر)، وحزن المنافقون لخروجهم أشد الحزن، وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحلقة خمسين درعا وخمسين بيضة، وثلاثمائة سيف، وأربعين رمحا إلى غير ذلك، واصطفى أموالهم فجعلها لنوائبه، وأعطى منها المهاجرين لما لم يكن لهم مال.
صفحه ۲۰۸