معماهای تاریخی حیرتانگیز: بررسی هیجانانگیز در مورد پرابهامترین وقایع در طول زمان
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
ژانرها
ومنذ ذلك الحين، والمؤرخون الذين حذوا حذو ويليام يحاولون أن يستخلصوا من الأسطورة شخصية آرثر «التاريخية»؛ إن كان له وجود حقا. •••
وفوق كل هذا، كان هذا يعني التحول إلى المصادر (القليلة جدا) التي سبقت جيفري المنموثي؛ ومن ثم كانت أقرب لزمن آرثر، واحتمالات تحريفها بفعل الأساطير اللاحقة أقل. وكانت هذه المصادر في أغلبها كتابات ويلزية؛ إذ كان الويلزيون هم من انحدروا من سلالة البريتانيين الأوائل.
صعد هؤلاء البريتانيون إلى السلطة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في أوائل القرن الخامس؛ فقد حازوا قدرا كبيرا من النفوذ والسلطة تحت حكم الإمبراطورية؛ ومن ثم بدا طبيعيا (بالنسبة إليهم) أن يتولوا دفة الحكم بعد رحيل جيوش الرومان. وكان هذا على عكس ما حدث في أجزاء أخرى من الإمبراطورية السابقة؛ حيث استولى الغزاة الذين قاموا بطرد الرومان على الحكم. ولذلك كانت بريطانيا المستقلة لا تزال رومانية في نواح عدة؛ وكان البريتانيون، أو على الأقل الطبقة العليا منهم، يرون أنفسهم ورثة كل من الحضارة الرومانية وثقافتها.
ولسوء حظهم، فقد ورثوا أيضا أعداء الرومان. فسرعان ما وجد البريتانيون أنفسهم عرضة لهجوم من جماعات كانوا يعتبرونهم من البربر: فكان الأيرلنديون من الغرب، والبيكتس من الشمال، والأنجلوساكسونيون من ناحية بحر الشمال. ولم يجد الغزاة مبررا للانسحاب لمجرد أن البريتانيين قد حلوا محل الرومان.
كان الموقف حسب وصف الشعراء الملحميين الويلزيين ميئوسا منه؛ مثل ذلك الذي واجهه البريطانيون في رواية جيفري المنموثي. ولكن إذا كان بمقدورنا تصديق راهب ويلزي يدعى جيلداس، فإنه في قرابة عام 500، أحرز البريتانيون انتصارا عظيما في منطقة تسمى جبل بادون. وقد وصف جيلداس في كتاب «انهيار بريطانيا»، الذي تم تأليفه بعد ذلك بقرابة خمسين عاما فقط، المعركة والجيلين التاليين اللذين عمهما رخاء وسلام نسبيين.
هل كانت هذه الفترة من خلو العرش التي وصفها جيلداس هي لحظة الكاميلوت القصيرة المضيئة؟ ربما، ولكن مثلما بادر المشككون في الإشارة، لم يذكر جيلداس اسم آرثر في أي موضع. والشيء المحبط أن جيلداس لم يذكر مطلقا من كان يحكم البريتانيين.
ترك هذا الأمر لننيوس ، وهو رجل دين ويلزي آخر. ففي كتاب «تاريخ البريتانيين» الذي قام ننيوس بتجميعه في وقت ما في بداية القرن التاسع، ما من شك بشأن هوية البطل: «المحارب آرثر». وبحسب ننيوس، ألحق آرثر الهزيمة بالساكسونيين في اثنتي عشرة معركة، وفي مرحلة ما ذبح 960 فردا من جيوش العدو وحده.
ولكن هل يمكن الوثوق بننيوس؟ إن مثل هذه الأفعال المستحيلة بشكل واضح - مثل قتل 960 من جيش العدو منفردا دون مساعدة - تنتمي بوضوح لروايات الشعر الملحمي، وليس التاريخ. ولم تجد مادته - المعروفة بفوضويتها - نفعا أيضا؛ فقد وصف رجل الدين نفسه منهجه بأنه «تجميع كومة واحدة» من كل ما اكتشفه. ووجد المؤرخون بعض العزاء في ذلك، مجادلين بأن شخصا عجز عن تنظيم أي شيء فلن يتمكن في الغالب أيضا من تلفيق أي شيء، إلا أن آخرين وجدوا ذلك أمرا محبطا.
نسب الكتاب الويلزيون، الذين حذوا حذو ننيوس، لآرثر الانتصار الذي تحقق في معركة جبل بادون أيضا، ولكنهم جميعا بدءوا الكتابة بعد الأحداث الفعلية بثلاثمائة عام على الأقل، شأنهم شأن ننيوس. وكان من المستحيل تحديد كون الرواية الشفهية التي رووها تعبر عن التاريخ الفعلي لبريطانيا في القرن الخامس.
من الواضح أن الكتابات الويلزية وحدها لم تكن لتقنع المشككين. فما كان مطلوبا هو دليل أكثر قوة على وجود آرثر، وفيما يبدو أن ذلك قد تبلور بشكل مادي في عام 1191 (أو 1192 وفقا للبعض). كان ذلك حين أعلن رهبان دير جلاستونبري أنهم قد اكتشفوا جثتي آرثر وجنيفر. •••
صفحه نامشخص