معماهای تاریخی حیرتانگیز: بررسی هیجانانگیز در مورد پرابهامترین وقایع در طول زمان
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
ژانرها
لأنهما أثارا جدلا واسعا مثل كتبهما، لم ينجح كستيلو أو بادفيلد في تغيير إجماع الرأي بخصوص مهمة هس. ولعل من أسباب ذلك أن مجرد اتفاق الجواسيس الأمريكيين والسوفييت على شيء لا يعني أنه كان صحيحا. فالأرجح، بحسب معظم المؤرخين، أن كليهما اعتمد على نفس المصادر، وأن هذه المصادر كانت خاطئة. وقد تتكشف القصة كاملة في عام 2017، حين تفتح كل ملفات الحكومة البريطانية الخاصة بهس.
غير أنه من ملفات الجهاز الاستخباراتي السري البريطاني التي فتحت بالفعل، يتضح أن صديق هس، ألبريشت هاوسهوفر (وليس هس نفسه) كان على اتصال بدوق هاملتون. فبعض خطابات هاوسهوفر تشير إلى علاقة وثيقة بين هاوسهوفر وهاملتون؛ وثيقة لدرجة أن كستيلو لاحظ دلالات على المثلية الجنسية.
ففي سبتمبر 1940، كتب هاوسهوفر لهاملتون، داعيا «أصدقاءه ذوي النفوذ» ل «إدراك الأهمية التي تنطوي عليها حقيقة تساؤلي عما إذا كان بوسعكم توفير بعض الوقت لنتحدث معا.» فقد كان هاوسهوفر، بعلم هس على الأرجح، يستشعر بشكل واضح إمكانية إجراء محادثات سلام.
غير أن خطاب هاوسهوفر لم يصل إلى يد هاملتون. فقد اعترضته الاستخبارات البريطانية، وتحفظت عليه لمدة خمسة أشهر. وليست واضحة أسباب قيامهم بذلك. ربما لأن تشرشل قد أوضح بشكل قاطع أن إجراء محادثات سلام أمر محال. أو ربما لأن جهاز الاستخبارات السوفييتية السري قد رد باسم هاملتون، بقصد إلقاء طعم لهاوسهوفر ثم اصطياد هس بدلا منه.
وأيما كان الطعم، فمن الواضح أن نائب الزعيم كان متلهفا لالتقاطه. فقد كان هس يعلم مدى إعجاب هتلر الممتزج بالاستياء من بريطانيا ويعلم أيضا بكراهيته التامة لبلاشفة روسيا. وبصرف النظر عن مناقشته الأمر مع هتلر صراحة، فقد كان هس يعلم أن مهمة سلام ناجحة ستكون من دواعي سرور الزعيم. علاوة على ذلك، كانت هذه فرصة لهس لاستعادة بعض من نفوذه الذي شعر بأنه يتلاشى. فقد كان هس رجل هتلر الثاني في الأيام الأولى للنازية، ولكن بحلول عام 1941 بات نفوذه يتقلص نتيجة ظهور منافسين على شاكلة مارتن بورمان، ونتيجة أيضا لتركيز هتلر على الأمور العسكرية.
ولا يزال أفضل تفسير على الأرجح لدوافع هس هو ذلك الذي كتبه تشرشل عام 1950. فبعد وصف غيرة هس من الجنرالات الذين طغوا عليه، راح يتخيل أفكار هس: «إن لديهم أدوارهم ليلعبوها. ولكن أنا، رودولف، سوف أتفوق عليهم جميعا بفعل ينم عن الإخلاص الباهر وأحضر لزعيمي كنزا وارتياحا أعظم من كل ما يجلبونه له جميعا. سوف أذهب وأعقد سلاما مع بريطانيا.»
كانت خطة هس للسلام مصيرها الفشل. فبدافع من الولاء والطموح ، وربما بخدعة من جهاز الاستخبارات السري البريطاني، أخفق في إدراك أنه بحلول عام 1941 كان أوان السلام قد ولى. فلم يكن تشرشل وحده هو من صار الآن ملتزما بالحرب بقوة، بل الشعب البريطاني أيضا.
أدرك تشرشل أن مهمة هس لم يكن لها أية صلة بمسار الحرب، وهو ما بدا جليا منذ أول لحظة علم فيها بهبوط هس على أرض بريطانيا. وبعد أن التقى الدوق هاملتون بهس، هرع الدوق لتقديم تقريره إلى رئيس الوزراء. وراح تشرشل، الذي كان يخطط لمشاهدة فيلم سينمائي في ذلك المساء، ينصت في نفاد صبر، ثم رد قائلا: «حسنا، سواء أتى هس أم لم يأت، سوف أذهب لمشاهدة الإخوة ماركس.»
لمزيد من البحث
Winston Churchill,
صفحه نامشخص