معماهای تاریخی حیرت‌انگیز: بررسی هیجان‌انگیز در مورد پرابهام‌ترین وقایع در طول زمان

شیما طه ریدی d. 1450 AH
140

معماهای تاریخی حیرت‌انگیز: بررسی هیجان‌انگیز در مورد پرابهام‌ترین وقایع در طول زمان

ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن

ژانرها

ولم يتخل ستالين عن شكوكه قط. فحسبما استرجع تشرشل في روايته لتاريخ الحرب عام 1950، واجهه ستالين بشأن هس في عام 1944، خلال لقائهما في موسكو. وكرر تشرشل التصريح الرسمي: هس «حالة مرضية» ورعونته ليس لها علاقة بسير الأحداث. وتحت وطأة انزعاجه من شكوك ستالين، أصر تشرشل على أنه قد عرض الحقائق كما يعرفها وأنه يتوقع أن تلقى القبول. فرد ستالين بقوله: «هناك أمور كثيرة تحدث حتى هنا في روسيا وليس بالضرورة أن يخبرني بها جهاز استخباراتنا السري.»

وكان مضمون ذلك واضحا: لم يكن الألمان وحدهم هم من تورطوا في مؤامرة هس، بل كان هناك جواسيس بريطانيون أيضا. •••

مع انهيار الاتحاد السوفييتي وفتح الكثير من أرشيفات جهاز الاستخبارات السوفييتية، استطاع المؤرخون الغربيون لأول مرة استخلاص لمحة عن نوع المعلومات الاستخباراتية التي كانت تعزز شكوك ستالين. ففي عام 1991، نشر المؤرخ البريطاني جون كستيلو نتائج دراسته لملفات هس بجهاز الاستخبارات، وخلص إلى أن ستالين كان على حق على طول الخط.

ضمت الملفات تقريرا من عميل سوفييتي وصف رحلة هس بأنها «ليست تصرفا ينبع من رجل مجنون ... بل كانت تنفيذا لمؤامرة سرية من جانب القيادة النازية لعقد اتفاق سلام مع بريطانيا قبل بدء الحرب مع الاتحاد السوفييتي.» وبدأ عميل آخر تقريره بالقول صراحة بأن «القصة المذاعة عن وصول هس إلى إنجلترا دون سابق إنذار غير صحيحة.»

وبحسب جواسيس سوفييت، كان هس يراسل دوق هاملتون منذ فترة طويلة، على الرغم من أن هاملتون لم يكن يعلم بذلك، ففيما يبدو كان جواسيس بريطانيون يعترضون سبيل خطابات هس إلى هاملتون، ثم يرسلون الردود باسم هاملتون، مشجعين هس على الحضور. فقد كان الأمر برمته خدعة بريطانية وقع فيها نائب الزعيم الذي لم يخامره أي شك.

وجد كستيلو نظريات مشابهة في أحد ملفات الاستخبارات العسكرية الأمريكية يرجع تاريخه لعام 1941 رفعت عنه السرية في عام 1989. لقد كانت التقارير الأمريكية والسوفييتية متشابهة إلى حد كبير في الواقع، حتى إن كستيلو استنتج أنها كانت حتما مستقاة من نفس المصدر. فقد ساقت كلتاها، على سبيل المثال، نفس المقولة التي ذكرها طبيب فحص الطيار الألماني بعد أسره مباشرة. وحين أعلن الطيار أنه رودولف هس، داعبه الطبيب قائلا إن المستشفى أيضا به مريض يظن نفسه سليمان.

رأى كستيلو أن الأدلة الجديدة دمرت أكذوبة صمود إنجلترا البطولي بشجاعة ضد الهجوم النازي، وحلت محلها صورة للحكومة البريطانية وهي مترددة إزاء الحرب، في ظل وجود حزب مهم يسعى لتحقيق السلام، ويعمل على قدم وساق لاستبدال تشرشل ليحل محله رئيس وزراء أكثر ميلا لاسترضاء هتلر. لم يكن لدى خصوم تشرشل سوى بصيص من الأمل في إمكانية هزيمة هتلر؛ فبالنظر إلى أن الوصول إلى ميناء بيرل هاربر كان لا يزال يتطلب شهورا وإلى معارضة الانعزاليين الأمريكيين القوية للحرب، كان الشيء الوحيد المؤكد أن الاستمرار في القتال بمفردهم كان سيعني استمرار نزيف الأرواح والممتلكات. ولم يكن منطقيا في نظر كستيلو أن يكون هس قد هبط من السماء دون سبب للاعتقاد بأن دوق هاملتون سوف يكون في انتظاره للاجتماع به، مهما كان أهوج، أو ساذجا، أو معتوها.

رأى آخرون، وأبرزهم المؤرخ البريطاني بيتر بادفيلد، أن الأدلة على استدراج البريطانيين لهس إلى إنجلترا مقنعة، إلا أنهم خلصوا إلى أنها ربما كانت عملية من تدبير جهاز الاستخبارات السري، وليس مخططا ضد تشرشل. فعلى خطى ستالين، ظن بادفيلد أن مهمة هس كانت جزءا من حملة بريطانية صممت لإقناع هتلر بالتخلي عن معركة بريطانيا وتركيز قواته على روسيا بدلا منها. وخمن بادفيلد أن هتلر أيضا كانت لديه أسبابه لإرسال نائبه إلى إنجلترا. فربما يكون هتلر قد فكر أنه في حال فشل المهمة، كان ستالين سيعتقد أن ذلك يضمن استمرار معركة بريطانيا. وكان من شأن ذلك أن يمنح هتلر الفرصة للانقضاض على السوفييت بغتة.

وبموجب هذه النظرية، كان هس لعبة في يد كل من تشرشل وهتلر؛ كان تشرشل يأمل في إقناع هتلر بالاتجاه شرقا، بينما كان هتلر يأمل في إقناع ستالين بأنه سيتوجه غربا. •••

كان ستالين، بصفة خاصة، يعتقد أن رحلة رودولف هس إلى اسكتلندا لم تكن تصرف رجل مجنون، بل جزءا من مخطط نازي بريطاني سري لتوحيد القوات ضد الاتحاد السوفييتي. وفي الصورة يظهر هس في محبسه عام 1945. (مكتبة الكونجرس.)

صفحه نامشخص