معماهای تاریخی حیرتانگیز: بررسی هیجانانگیز در مورد پرابهامترین وقایع در طول زمان
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
ژانرها
(June 1999). The discovery of a Neandertal-modern human hybrid .
الفصل الثاني
من شيد ستونهنج؟
الأهرامات المصرية، معبد بارثينون اليوناني، الكولسيوم الروماني؛ كلها آثار تستحضر في الذهن صورا لحضارات عظيمة، للفراعنة والفلاسفة، للأباطرة والملحمات.
أما ستونهنج، فليس كذلك.
إن الأطلال الحجرية الضخمة الكائنة بسهل ساليسبري ليست محاطة بمدن قديمة، ولكن بطرق سريعة حديثة تتجه شرقا صوب لندن. لا وجود لكتابات هيروغليفية لفك شفرتها هناك، ولا حوارات سقراطية لتأويلها. وقد قام الناس أيضا في العصر الحجري والعصر البرونزي - الذين شيدوا ستونهنج - ببناء آثار حجرية أقل حجما؛ أطلالها مبعثرة في أنحاء الريف. ولكنهم لم يتركوا أي شيء لتوضيح كيف أو لماذا تمكنوا من تشييد إنجاز هندسي فذ وإعجازي كستونهنج. وقد اتضح أن سكان سهل ساليسبري القدماء كان لديهم على مستويات أخرى ثقافة كادت تتجاوز مستوى البقاء والاستمرار، وحتى مرحلة متأخرة من القرن العشرين لم يكن لدى المؤرخين أي شيء يؤنب ضميرهم بشأن وصف هؤلاء الناس ب «البربر».
لا غرابة إذن أن بدأ هؤلاء الذين كانوا يدرسون هذه الدائرة القديمة من الأحجار - من العصور الوسطى فصاعدا - في تجاوز سهل ساليسبري لتوضيح ماهية من بناه. فنسب الكاهن الويلزي جيفري المنموثي - الذي عاش في القرن الثاني عشر - ستونهنج إلى ميرلين ساحر بلاط الملك آرثر. ووفقا لكتاب جيفري «تاريخ ملوك بريطانيا»، كان من أمر ببناء الأثر هو عم آرثر، أورليوس أمبروسيوس؛ إذ كان يبحث عن طريقة تذكارية مهيبة لإحياء ذكرى انتصار عظيم على الغزاة الأنجلوساكسونيين. فاقترح ميرلين أن يأخذوا مجموعة دائرية من الأحجار من مكان يسمى كيلاروس في أيرلندا، ثم رتب لنقل الأثر المصنوع مسبقا عبر البحر إلى بريطانيا.
وفي القرن السابع عشر، انبهر الملك جيمس الأول أيما انبهار بستونهنج، حتى إنه كلف المهندس المعماري ببلاطه - إينيجو جونز - بالبحث والتحري عنه. وبعد دراسة الأثر، لم يسع جونز سوى أن يتفق في الرأي مع جيفري المنموثي في أن سكان المنطقة في العصر الحجري أو البرونزي لم يكن بمقدورهم بناؤه على الأرجح. وبرر جونز ذلك بقوله: «إذا كانوا يفتقرون إلى المعرفة حتى لإلباس أنفسهم، فما كان لديهم إذن أي قدر منها يمكنهم من تشييد بنايات مهيبة، أو أعمال رائعة مثل ستونهنج.»
وخلص جونز إلى أن «بناية بتلك الروعة» لا يمكن أن تكون إلا من صنع الرومان، وأنها كانت معبدا لإله روماني غير معروف.
شهدت السنوات اللاحقة جهودا متواصلة لنسب ستونهنج إلى بناة من مكان ما - أي مكان تقريبا - بجوار بريطانيا. وكان للدنماركيين والبلجيكيين والأنجلوساكسونيين من يناصرهم، مثلما كان الحال مع الكهنة الكلتيين القدماء المعروفين باسم كهنة الدرويد.
صفحه نامشخص