معماهای تاریخی حیرتانگیز: بررسی هیجانانگیز در مورد پرابهامترین وقایع در طول زمان
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
ژانرها
قدم إرنست هانفشتنجل، الذي كان في وقت من الأوقات سكرتير هتلر للدعاية الخارجية، المزيد من التفاصيل؛ فقد قال إن راوبال لم تكن تواعد رجالا آخرين فحسب، بل حملت من أحدهم أيضا. وكان الأب المحتمل للطفل مدرس رسم . والأسوأ، من وجهة نظر هتلر، أنه كان يهوديا. كانت راوبال قد التقت مدرس الرسم عام 1928، وكانت ترغب في الزواج منه. وقد كان قمة الإذلال والعار على المستوى الشخصي والسياسي أن يأتي يهودي لينتزع منه ابنة أخته؛ وحبيبته؛ لذا أرغم هتلر راوبال على الانتحار كما أفاد هانفشتنجل. ولم يتضح من روايته كيف فعل ذلك، وإن كان قد أشار ضمنيا إلى أن الأمر يتعلق بتهديدات بشأن والدتها. وأضاف هانفشتنجل أن العائلة بأكملها قد اعتبرت هذه القصة حقيقية على أي حال؛ بل إنه نفسه علم بهذا من بريدجيت هتلر، زوجة شقيق هتلر ألويس.
في كتابه الصادر عام 1944 بعنوان «الفوهرر»، ذهب المؤرخ الألماني كارل هايدن إلى أن قائد وحدات إس إس (أو شوتزشتافل) هاينريش هيملر، وليس هتلر نفسه، هو من كان مسئولا عن موت راوبال. وفي الحقيقة، كان هتلر يحب راوبال، كما ذهب هايدن، وأراد الزواج منها. ولكن هيملر أراد تجنب فضيحة، إما لظنه أن راوبال كانت تضاجع شخصا آخر، أو لأنها هددت بفضح ممارسات خالها الجنسية. ولم يكن هايدن متأكدا من كونها قد قتلت أو دفعت إلى الانتحار، ولكنه كان واثقا من أن المسئولية تقع على النازيين. وقال إن مصدر معلوماته هو صديقة لوالدة راوبال.
كانت المشكلة في كل هذه الروايات أنها كانت جميعا قائمة على شائعات لا دليل عليها، روج معظمها أقارب هتلر ومعارف سابقون، والذين كانوا في الغالب أقل اهتماما بالحقيقة من تسوية الأحقاد وإعفاء أنفسهم من المسئولية. وكان أولئك هم الأشخاص الذين اعتبرت شهادتهم محل شك من قبل المؤرخين اللاحقين، وهو ما كان منطقيا لحد كبير. (وإنصافا لهايدن، لا بد أن نضيف سريعا أنه طالما كان عدوا لهتلر، على عكس شتراسر أو هانفشتنجل. ولكن قصته جاءت أيضا من أحد الأقارب البائسين.)
علاوة على ذلك، فقد وفرت مخالفة تجاوز السرعة القصوى لهتلر حجة تبرهن على وجوده في مكان آخر. بالتأكيد لم تكن حجة منيعة، بالنظر إلى أن الشرطة والشهود الآخرين على المخالفة ربما كانوا متعاطفين مع النازيين أو خائفين منهم، ولكن لم يكن هناك دليل لدحضها أيضا. أما فيما يتعلق باتهام هايدن لهيملر بأنه المسئول عن الجريمة، فقد بدا خاليا من المنطق؛ فلو كان دافعه في قتلها هو تجنب فضيحة، فما كان ليترك الجثة في شقة هتلر، أو يترك مسدس هتلر بجوارها.
لذا، وعلى الرغم من عدم إمكانية استبعاد وقوع جريمة قتل، فقد بدا حكم الشرطة بأن الحادث كان انتحارا هو الأرجح. ولكن ظل هناك بعض الأسئلة الجوهرية (والمثيرة): هل دفع هتلر ابنة أخته إلى الانتحار؟ وماذا كانت طبيعة علاقتهما؟ •••
لم يكن هناك أدنى شك عند هايدن في أن نوايا هتلر تجاه راوبال كانت أكثر من نوايا خال تجاه ابنة أخته.
كانت إحدى القصص التي رواها هايدن، دون تسمية مصدره، تتعلق بخطاب كتبه هتلر إلى راوبال؛ وفيه «عبر عن مشاعر يمكن توقعها من رجل له ميول مازوخية ومولع جنسيا بالغائط، ويشارف على ... الولع الجنسي بالبول.» ولمزيد من الصراحة، كان ما يقصده هايدن أن هتلر قد أصبح يستمد الإثارة الجنسية من تبول امرأة عليه. لم يصل هذا الخطاب إلى يد راوبال مطلقا، بل وقع بدلا من ذلك في يدي أحد المبتزين. وفي عام 1929، بحسب هايدن، دفع فرانز شفارتز أمين صندوق الحزب النازي للمبتز واسترد الخطاب.
روى هانفشتنجل قصة محاولة ابتزاز مختلفة، وقد وقعت بعد ذلك بعام. فقد تذكر حين هرع إلى شوارتس في عام 1930، بعد أن اشترى أمين الصندوق من أحد المبتزين مجموعة من الرسوم الإباحية التي رسمها هتلر لراوبال. ألقى هانفشتنجل نظرة خاطفة على الرسومات، وهاله ما رآه، واقترح على شفارتز أن يمزقها، ولكن شفارتز قال إنه لا يستطيع ذلك؛ إذ كان هتلر يرغب في استردادها.
لم يكن هايدن يعرف أن هتلر قد تجاوز مرحلة التخيل فيما يتعلق بابنة أخته، ولكن هانفشتنجل كان يعتقد أنه قد تجاوزها بالفعل. واستشهد بمحادثة - لم يسمعها إلا عن طريق مصدر ثالث باعترافه - أخبرت فيها راوبال إحدى صديقاتها أن خالها كان «وحشا»، و«لن تصدقي أبدا الأشياء التي يجعلني أقوم بها.» وحسبما أشار هانفشتنجل، كانت هناك سابقة زنا محارم في العائلة؛ فقد كان والدا هتلر أبناء عمومة من الدرجة الثانية (كان زواجهما يعتبر زنا في ثقافة ذلك البلد)، وكانت والدة هتلر، التي كانت أصغر من أبيه باثنين وعشرين عاما، تناديه ب «عمي».
وعلى خطى هانفشتنجل، لم يكن لدى أوتو شتراسر شك في أن العلاقة بين هتلر وراوبال كانت علاقة كاملة، وأنها لم تكن بأي حال علاقة جنسية طبيعية. ففي حوار أجراه عام 1943 مع عملاء في مكتب الخدمات الاستراتيجية (سلف وكالة الاستخبارات المركزية وقت الحرب)، كان شتراسر واضحا بشأن مسألة الولع الجنسي بالبول. فقد زعم أنه سمع عنها مباشرة من راوبال، وأنها كانت ترى الأمر برمته «مقززا».
صفحه نامشخص