معماهای تاریخی حیرتانگیز: بررسی هیجانانگیز در مورد پرابهامترین وقایع در طول زمان
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
ژانرها
فعلى الرغم من أن كيد لم يبرز جواز المرور الفرنسي، فقد كان هناك قدر كبير من الأدلة المدعمة بالقرائن تشير إلى احتمال وجوده. فلقد كان من الممكن أن يختبئ كيد في مدغشقر أو في ملاذ آخر للقراصنة، ولكنه اختار العودة إلى أمريكا، على الرغم من أنه كان يعلم بصدور أمر بالقبض عليه. لماذا؟ بحسب كيد، كان ذلك لعلمه أن جواز المرور سوف يثبت براءته.
بعد إعدامه شنقا، عرض جثمان كابتن كيد على نهر التيمز، كتحذير للقراصنة الآخرين. فلماذا كان كل هذا الانتباه منصبا على رجل - بحسب وصف أحد المؤرخين - «لم يضرب عنقا أو يدفع أحد ضحاياه للسير على لوح خشبي ممتد من السفينة ليكون مصيره الغرق، ولم يكن سوى قرصان من الدرجة الثالثة أو الرابعة»؟ (مكتبة الكونجرس.)
قال كيد إنه قبل وصوله إلى بوسطن، أرسل جواز المرور إلى لورد بيلومونت؛ شريكه وحاكم ولاية ماساتشوستس المعين حديثا. فرد بيلومونت بخطاب طمأنة، قال فيه إنه ليس لديه أي شكوك في قدرته على إصدار عفو من الملك عن كيد. وعندئذ فقط سلم كيد نفسه، واثقا من أن ولي نعمته سوف يحميه. ولكن بيلومونت خانه، وزج به في سجن بوسطن ثم شحنه إلى لندن مكبلا بالأغلال.
أقنع خطاب بيلومونت المرسل إلى كيد، والذي ورد فيه ذكر جواز المرور الفرنسي صراحة، الكثير من المؤرخين بأن كيد لم يختلق تلك القصة. وفيما يبدو أن الحاكم كان في موقف حرج للغاية. وباعتباره شريكا لكيد، كان يحب أن يرى كوده ميرشانت وهي تعلن غنيمة قانونية؛ إذ كان سيحصل على نصيبه من الأرباح في هذه الحالة. ولكن بصفته حاكما، لم يستطع تحمل ثمن إظهار تعاطفه تجاه قرصان مدان. فقد كان منصبه السياسي في النهاية أهم بالنسبة إليه من الأرباح؛ ومن ثم ألقى القبض على كيد.
كانت سمعة كيد السيئة تشكل حرجا هائلا ليس فقط لبيلومونت، بل أيضا لرفاقه من المستثمرين، وكانوا جميعا أعضاء بارزين بحزب الويج. فكان خصومهم بالحزب التوري، الذين رأوا في ذلك فرصة للزج بأعضاء الويج في فضيحة، يطالبون بإصدار قرار باللوم عليهم. ومن جانبهم، سارع أعضاء الويج إلى تصوير كيد كقرصان تفويضي تحول إلى قرصان مجرم، لتوضيح أنه قد سار في طريق الشر بعد أن أبرموا اتفاقهم معه. ومما زاد موقف كيد سوءا أن شركة الهند الشرقية أرادت أن تجعل منه عبرة، لردع القراصنة الآخرين وتهدئة أصدقائهم في الهند.
إذن لم يكن كيد، في نظر الكثير من المؤرخين، قرصانا مخيفا، وإنما مجرد بيدق شطرنج في لعبة سياسية. وظن الكثيرون أن بيلومونت، أو ربما شخصا آخر ذا مكانة رفيعة في الحكومة، قد أخفى جواز المرور الفرنسي عن كيد لضمان حكم بالإدانة. وفي عام 1911، وأثناء البحث في مكتب السجلات العامة في لندن، وجد كاتب يدعى رالف بين الدليل: فهناك، وعلى مرأى من الجميع، وجد جواز المرور الفرنسي الذي استولى عليه كيد من سفينة كوده ميرشانت. وفيما يبدو أنه كان قابعا في مكتب السجلات العامة على مدى قرنين منذ محاكمة كيد.
أقنع جواز المرور بين بأن كيد كان رجلا بريئا. صحيح أن كيد لم يتبع الخطوات القانونية لإعلان كوده ميرشانت غنيمة مشروعة، ولكن حدث ذلك لأن أفراد طاقمه قد تمردوا وهربوا بالكثير من الغنيمة. وصحيح أيضا أن أدفنتشر جالي قد مضت تأسر سفنا أخرى من الواضح أنها لم تكن فرنسية، ولكن ذلك أيضا كان من تدبير أفراد الطاقم المتمردين وليس الكابتن. وصحيح أن كيد قد ضرب ويليام مور، ولكن فقط لأنه كان واحدا من المتمردين. إلى جانب أنه في زمن كان القباطنة دائما ما يجلدون البحارة بالسوط لأتفه المخالفات، كما ذهب بين، فقد كانت ضربة كيد محكومة بشكل بحت.
لقد لاقى كابتن كيد، في نظر بين، «معاملة غير عادلة من قبل أوليائه، وامتهن من قبل أفراد طاقمه الأوغاد، وافتري عليه كذبا من قبل أجيال لاحقة ساذجة.» •••
ومنذ عهد قريب، تبنى المؤرخون بشكل عام نظرة أكثر توازنا تجاه كيد، مصورين إياه في صورة لا هي صورة القرصان الوحشي المذكور في الأسطورة، ولا هي صورة الضحية البريء لساسة عديمي الضمير. ولا شك أنه من الظلم الصارخ ما حدث من إخفاء جواز المرور الفرنسي عنه، والذي كان سيعزز من دفاعه ضد تهمة القرصنة فيما يتعلق بالسفينة كوده ميرشانت. ولكن بحسب شهادة العديد من أفراد طاقمه، فقد رفع كيد علما فرنسيا على أدفنتشر جالي لخداع قبطان كوده ميرشانت كي يظهر له جواز المرور الفرنسي. (فقد كان مألوفا للسفن التجارية أن تحمل أوراقا لجنسيات متعددة، على أمل أن تساهم الجنسية الصحيحة في إبعاد أي قرصان وإن كان مفوضا.) لذا، وحسبما أكد أفراد الطاقم هؤلاء، كان كيد يعرف جيدا أن السفينة لم تكن فرنسية، حتى ولو كان لديها جواز مرور فرنسي.
علاوة على ذلك، كان هناك مسألة السفن الأخرى، وإن كانت أصغر حجما، التي تم الاستيلاء عليها بعد كوده ميرشانت. فقد اتهم كيد - وأدين - بأربع تهم قرصنة أخرى. وكان دفاعه في كل واحدة منها واحدا؛ أن أفراد طاقمه قد تمردوا وتصرفوا دون إذنه. ولكن لم يكن هناك حقا سبب آخر لتصديق رواية أكثر من قيام أفراد طاقمه بالشهادة ضده.
صفحه نامشخص