وكما نلاحظ فقد حلت أم يسوع في قائمة يوحنا محل سالومة أم ابني زبدي، وبقيت مريم الأخرى أم يعقوب ويوسي التي عرفها لنا بأنها أخت أم يسوع زوجة كلوبا.
ولكن من هو كلوبا (= كليوباس/
Cleophas
في الأصل اليوناني)؟ في غير هذا الموضع من إنجيل يوحنا لم يرد في بقية الأناجيل اسم كلوبا إلا مرة واحدة عند لوقا باعتباره أحد تلاميذ يسوع. ففي اليوم الثاني للصلب كان اثنان من التلاميذ منطلقين إلى قرية قريبة من أورشليم: «وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث، وفيما هما يتحاوران اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما، ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته. فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسان؟ فأجاب أحدهما الذي اسمه كليوباس وقال له ... إلخ» (لوقا، 24: 13-19). ولكن التاريخ الكنسي أورد معلومات عن كلوبا هذا، وقال بأنه أخ ليوسف النجار. وهذه المعلومة جاءتنا من الكاتب المسيحي هيجسبوس الذي عاش في أواسط القرن الثاني الميلادي، وجمع في مؤلف له ما استطاع جمعه واستقصاءه عن المسيحيين الأوائل، ولكن مؤلفه قد ضاع وبقيت منه شذرات وردت بشكل رئيسي في كتاب تاريخ الكنيسة لأوزيب القيساري من القرن الرابع الميلادي.
4
كما نقل لنا أوزيب هذا عن هيجسبوس أيضا أن كلوبا عم يسوع هذا كان له ابن يدعى سمعان استلم قيادة كنيسة أورشليم عام 62م.
5
وبذلك نحصل على قائمة بأولاد كلوبا عم يسوع وزوجته مريم تضم كلا من: يعقوب ويوسي وسمعان. وهؤلاء أولاد عم يسوع، أي إخوته بالمفهوم اليهودي لذلك الزمان.
إلا أن هذه القائمة بأولاد أخت مريم زوجة كلوبا تبدي لنا بعض الغرابة لأنها تحتوي على ثلاثة من أسماء أولاد يوسف النجار ومريم أم يسوع، وهم: يعقوب ويوسي وسمعان (راجع القائمة الأولى عند مرقس، 6: 3؛ ومتى، 13: 55) أي إن مريم زوجة يوسف وأختها زوجة كلوبا أخي يوسف وتدعى مريم أيضا هما سلفتان متزوجتان من أخين، وأنجبت كل منهما ثلاثة أولاد يدعون بالأسماء نفسها. من أجل حل هذه المعضلة، اقترح البعض قراءة نص إنجيل يوحنا المتعلق بأسماء النسوة اللواتي كن حاضرات في مشهد الصلب ليغدو على الشكل التالي: «وكانت واقفات عند صليب يسوع: أمه، وأخت أمه، ومريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية»
6
صفحه نامشخص