يدفن مع غني عند موته: ⋆ «ضرب من أجل ذنب شعبي، وجعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته» (إشعيا، 53: 8-9).
«ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف، وكان هو أيضا تلميذا ليسوع، فتقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع ... فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة» (متى، 27: 57-60). (25)
يقوم في اليوم الثالث: ⋆ «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية (= القبر أو العالم الأسفل) لن تدع قدوسك يرى فسادا. تريني طريق الحياة» (المزمور، 16: 10-11). «إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني» (المزمور، 49: 15). «هلم نرجع إلى الرب، لأنه هو افترس فيشفينا، ضرب فيجبرنا، بعد يومين يحيينا، وفي اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه» (هوشع، 6: 1-2).
«قام يسوع صباح الأحد (اليوم الثالث للصلب) فتراءى أولا لمريم المجدلية، تلك التي أخرج منها سبعة شياطين، فمضت وأخبرت التلاميذ» (مرقس، 16: 9). (26)
ابن الله: ⋆ «إني أخبر (والكلام هنا للملك داود) من جهة قضاء الرب، قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك» (المزمور، 2: 7). «أنا (والكلام هنا ليهوه) أكون له (أي للملك سليمان) أبا، وهو يكون لي ابنا» (صموئيل، 7: 14).
«فرأى (يسوع) روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه، وصوت من السماء قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (متى، 3: 16-17).
في البدء كان الكلمة
أضواء على مقدمة إنجيل يوحنا
تتميز أقوال يسوع في الأناجيل الإزائية بأنها تدور حول الآب السماوي، وقرب حلول ملكوت السماء والمتطلبات الأخلاقية لدخوله. وهذا يعني أن تعاليمه لم تكن تتمركز حول ذاته بل حول الآب، وغالبا ما كان يصوغ تعاليمه على شكل أمثال أو أقوال قصيرة، وذلك استجابة لأسئلة يوجهها إليه التلاميذ أو آخرون من الجمع الفضولي الذي كان يلتئم حوله، ونادرا ما كان يلجأ إلى الخطب الطويلة المعدة بعناية مسبقا. أما خطبة الجبل الواردة في إنجيل متى: 5، فإن الباحثين في العهد الجديد اليوم متفقون على أنها من ترتيب مؤلف الإنجيل، الذي جمع أقولا أصلية ليسوع قيلت في مناسبات متفرقة، ثم رتبها في نص مطرد ما زالت علائم الخلل واضحة فيه. فإذا انتقلنا إلى إنجيل يوحنا وجدنا أن تعاليم يسوع تأتي غالبا على شكل خطب طويلة مفككة الأجزاء، وتتضمن أقوالا ذات طابع رمزي ومجازي، موضوعها الأساسي يسوع الابن وعلاقته بالآب ودوره المرسوم في خطة الخلق. وغالبا ما كانت هذه الأقوال على درجة من الصعوبة بحيث إن تلاميذه أنفسهم لم يقدروا على فهمها. فعندما قال في إحدى خطبه: «أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء، من يأكل هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أعطيه هو جسدي الذي أبذله ليحيا العالم.» تذمر عليه اليهود وقالوا: «أليس هذا يسوع بن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه؟ فكيف يقول الآن إني نزلت من السماء؟ أما تلاميذه فقال كثير منهم: هذا كلام عسير من يطيق سماعه» (يوحنا: 6).
إن صورة يسوع في إنجيل يوحنا هي من التركيب والتعقيد بحيث إن الإنجيل كان بحاجة إلى مقدمة مكثفة ومختصرة إلى أبعد الحدود، من شأنها عون القارئ على فك شيفرات لا حصر لها مبثوثة في ثناياه. وهذا ما أنجزه المؤلف في الآيات من 1 إلى 18 من الإصحاح الأول بأسلوب يوناني رفيع ذي طابع فلسفي مغرق في التجريد. هذه المقدمة على اختصارها وإيجازها تحولت إلى حجر الأساس الذي قام عليه فيما بعد البناء السامق للاهوت المسيحي.
صفحه نامشخص